يُقال إن "من أحسن أحسن الله إليه"، وإن الإحسان لا يضيع عند الله أبدًا، بل يعود إلى صاحبه في الوقت الذي لا يتوقعه. وفي هذه القصة التربوية للأطفال، نروي حكاية رائعة تُجسّد هذا المعنى النبيل. إنها قصة جزاء الإحسان، حيث نجد أن كل عمل طيب، وإن بدا صغيرًا، يحمل في طياته بركة كبيرة.
قصة تربوية للأطفال ، قصة جزاء الاحسان
الطفل يوسف الطيب
كان يوسف طفلًا في العاشرة من عمره، يعيش مع والدته في بيت صغير على أطراف القرية. رغم بساطة حالهم، كان يوسف معروفًا بطيب قلبه وحُسن خلقه. كان دائمًا يساعد الجيران، يبتسم في وجه كل من يراه، ويُحب تقديم المساعدة حتى لو لم يُطلب منه ذلك.
الطفل يوسف، قصة تربوية للأطفال، الإحسان، الأخلاق الحميدة، المساعدة.
لقاء مع رجل غريب
في أحد أيام الشتاء الباردة، وبينما كان يوسف عائدًا من المدرسة، رأى رجلاً مسنًا يجلس على جانب الطريق، يرتجف من البرد، ويبدو عليه التعب والجوع. اقترب منه يوسف دون تردد وسأله: – هل أنت بخير يا عم؟ – برد شديد، ولم أتناول طعامًا منذ الصباح، أجاب الرجل بصوت متعب. لم يُفكر يوسف كثيرًا، خلع وشاحه الدافئ وأعطاه للرجل، ثم أخرج قطعة خبز من حقيبته وقدّمها له.
الإحسان للغرباء، مساعدة الفقراء، قيم إنسانية، أعمال الخير.
دروس من الأم
حين عاد يوسف إلى البيت، حكت له والدته بابتسامة: – ما فعلته اليوم يا يوسف عملٌ عظيم، والله لا يُضيع أجر من أحسن. قالت له: "يا بُني، الإحسان لا يكون فقط بالعطاء، بل بالكلمة الطيبة، والنية الصادقة، والرحمة في القلب". هزّ يوسف رأسه وهو يشعر بسعادة داخلية لم يشعر بها من قبل.
المفاجأة في السوق
بعد عدة أيام، ذهبت الأم مع يوسف إلى السوق لشراء بعض الحاجيات، لكنهما فوجئا بأن محفظتهما قد فُقدت، ولم يعد لديهما المال الكافي للشراء. وبينما هما حائران، اقترب منهما رجل أنيق وقال: – هل أنتما بحاجة إلى مساعدة؟ نظرت إليه الأم بتردد، لكن يوسف شعر بأنه يعرف هذا الرجل. – أنت الرجل الذي ساعدته في الطريق! قال يوسف بفرح. ابتسم الرجل وقال: – نعم يا بني، ولن أنسى ما فعلته. واليوم جاء دوري لرد الجميل.
جزاء الإحسان الحقيقي
لم يكتفِ الرجل بشراء ما يحتاجونه من السوق، بل اصطحبهم إلى متجر الملابس وأصر على شراء ملابس شتوية جديدة ليوسف، ثم أعطى الأم ظرفًا فيه مبلغ من المال قائلاً: – هذا أقل ما أستطيع تقديمه. وقبل أن يودعهم، قال ليوسف: – ما زرعته من خير في يومٍ ما، عاد إليك أضعافًا. استمر يا بُني، فالعالم يحتاج للمزيد من القلوب الرحيمة مثلك.
يوسف ينقل الخير لغيره
عاد يوسف إلى البيت بقلب ممتلئ بالسعادة، لكنه لم يحتفظ بالخير لنفسه، بل قرر أن يذهب في اليوم التالي إلى المدرسة ويبدأ حملة صغيرة لجمع الملابس القديمة لتوزيعها على الفقراء. وانضم إليه زملاؤه، وبدأت المبادرة تنتشر في القرية. أصبح يوسف رمزًا للخير، وتحوّلت قصته إلى درس يتداوله الجميع.
دروس تبقى في القلب
تعلم يوسف، وأصدقاؤه، وكل من سمع القصة، أن الإحسان لا يضيع، وأن كل عمل صغير يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا. وتبقى قصة جزاء الإحسان واحدة من أجمل القصص التي تُعلّم الأطفال أن القلوب الطيبة دائمًا ما تكافَأ، وإن طال الزمن.
قصص تربوية للأطفال، قصة هادفة، جزاء الإحسان، دروس أخلاقية، تعليم القيم.
إقرأ أيضا