قصة الوحش الرهيب قصيرة بالصوت للأطفال الصغار، قصص عالمية كاملة مكتوبة للأطفال، قصص قصيرة ممتعة للأطفال، كما يقدم لكم موقع ركني: ركن المعرفة، قصة جديدة قصيرة للأطفال قبل النوم، كما تجدون على موقعنا المزيد من القصص الرائعة عبر أقسام قصص المغامرات، قصص الأنبياء، قصص تربوية للأطفال، قصص قصيرة للأطفال، قصص إسلامية، قصص وعبر.
قِصَّةُ اَلْوَحْشُ اَلرَّهِيبْ.
كَانْ يَامَا كَانْ فِي قَدِيمِ اَلزَّمَانْ ، كَانَتْ
هُنَاكَ بُحَيْرَةٌ رَائِعَةُ اَلْجَمَالْ ، تَسْحَرُ اَلنَّاسَ بِهُدُوئِهَا
وَبِمَنْظَرِهَا، حَيْثُ كَانَتْ أَشْجَارُهَا اَلْعَتِيقَةُ تُكَوِّنُ أَدْغَالاً
بِمَشَاهِدَ رَائِعَة ، وَكَانَ اَلنَّاسُ يُحِبُّونَ اَلْمَجِيءَ
لِلِاسْتِمْتَاعِ بِسِحْرِ هَذَا اَلْمَكَانْ ، لَكِنْ كَانَ هُنَاكَ وَحْشٌ
عَجِيبٌ يَسْكُنُ اَلْأَدْغَالَ وَالْبُحَيْرَة ، وَحْشٌ يُشْبِهُ اَلْإِنْسَانَ
فِي وَقْفَتِهِ، لَكِنَّهُ مُغَطَّى بِفُرُوعِ اَلشَّجَرِ وَالنَّبَاتَاتِ
اَللَّيِّنَة ، وَكَانَتْ لَهُ ثَلَاثُ خَرَاطِيمَ فِي وَجْهِهِ مَعَ عَيْنَيْنِ
كَبِيرَتَيْنْ ، وَكَانَتْ أَضَافِرُهُ عِبَارَةً عَنْ مَخَالِبَ ضَخْمَة .
وَفِي كُلِّ مَرَّةٍ كَانَ يُحَاوِلُ اَلنَّاسُ اَلِاقْتِرَابَ مِنْ
هَذَا اَلْمَكَانِ اَلْجَمِيلْ ،
كَانَ اَلْوَحْشُ
يَعْتَرِضُهُمْ ،
وَيَقُومَ
بِامْتِصَاصِ دِمَاءِ كُلِّ مَنْ يُمْسِكُ بِهِ بِوَاسِطَةِ أَحَدِ خَرَاطِيمِه ،
وَكَانَ كُلَّمَا
اِمْتَصَّ دِمَاءَ اَلنَّاسِ أَكْثَرَ
إِلَّا وَزَادَ
حَجْمُهُ وَزَادَتْ قُوَّتَهُ أَيْضًا .
اِنْتَشَرَ خَبَرُ هَذَا اَلْوَحْشِ اَلرَّهِيبِ فِي كُلِّ مَكَانْ ،
فَأَصْبَحَ
اَلنَّاسُ مَذْعُورِينَ يَخَافُونَ اَلذَّهَابَ إِلَى جَانِبِ اَلْبُحَيْرَة ،
لِأَنَّهُمْ لَا
يَسْتَطِيعُونَ مُقَاوَمَتَهُ
لِأَنَّهُ
قَوِيٌّ جِدًّا وَلَا يَدْرُونَ مِنْ أَيِّ مَكَانٍ سَيَخْرُجْ ،
أَحْيَانًا
يَخْرُجُ مِنَ اَلْبُحَيْرَةِ ،
وَأَحْيَانًا أُخْرَى يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ اَلْأَدْغَالْ .
سَمِعَ طَارِقْ اَلشُّجَاعْ هَذَا اَلْأَمْرْ ، وَمَا يُحْكَى عَنْ
هَذَا اَلْوَحْشْ ،
فَقَرَّرَ أَنْ
يُخَلِّصَ اَلنَّاسَ مِنْهُ، وَقَرَّرَ أَنْ يُوَاجِهَه ،
فَحَمِلَ
سَيْفَهُ وَعُدَّتَهُ وَرَكِبَ حِصَانَهُ اَلْأَبْيَضَ
وَأَسْرَعَ
مُتَوَجِّهًا إِلَى اَلْبُحَيْرَة ،
وَبَيْنَمَا هُوَ
فِي طَرِيقِهِ شَعَرَ بِالْعَطَشْ،
فَنَزَلَ بِالْقُرْبِ مِنَ اَلْبُحَيْرَةِ لِلشُّرْبْ ،
فَأَحَسَّ بِهِ اَلْوَحْشُ
وَأَخْرَجَ
رَأْسَهُ مِنَ اَلْمِيَاهِ بِهُدُوءٍ لِكَيْ يَرَى فَرِيسَتَهُ اَلْجَدِيدَة
بَيْنَمَا طَارِقْ يَشْرَبُ هُوَ وَحِصَانُهُ ،
إِذَا
بِالْمِيَاهِ تَهِيجُ بِقُوَّةٍ كَبِيرَةٍ بِسَبَبَ
خُرُوجِ اَلْوَحْشِ اَلرَّهِيبِ اَلضَّخْمِ مِنْ
اَلْمَاءْ ،
فَهَجَمَ عَلَى طَارِقْ اَلَّذِي اِضْطَرَبَ فِي
بِدَايَةِ اَلْأَمْرِ
مِنْ هَوْلِ مَا
رَآهُ فِي هَيْئَةِ اَلْوَحْشِ اَلْعِمْلَاقْ ،
فَقَامَ
بِإِخْرَاجِ سَيْفِهِ مِنْ غِمْدِهِ بِسُرْعَة،
وَوَقَفَ
يَسْتَعِدُّ لِمُوَاجَهَةِ اَلْوَحْشْ .
تَصَارَعَ اَلْوَحْشُ اَلرَّهِيبُ مَعَ طَارِقْ اَلَّذِي
بَدَأَ
يَتَفَادَاهُ بِحَرَكَاتِهِ اَلْخَفِيفَةَ وَالرَّشِيقَة ،
لَكِنَّ
اَلْوَحْشَ اِسْتَطَاعَ اَلْإِمْسَاكَ بِطَارِقْ وَالْتَفَّ حَوْلَهُ بِذِرَاعَيْه
،
وَبَيْنَمَا كَانَ طَارِقْ يَدْفَعُهُ بِشِدَّةٍ حَتَّى
دَخَلَ بِهِ اَلْوَحْشُ إِلَى بَاطِنِ اَلْبُحَيْرَة ،
كَانَتْ هَذِهِ
اَللَّحَظَاتُ قَاسِيَةً عَلَى طَارِقْ حَيْثُ كَادَ يَغْرَقْ .
وَبَعْدَ صِرَاعٍ كَبِيرٍ تَحْتَ اَلْمَاءْ
اِسْتَطَاعَ طَارِقْ أَنْ يَضْرِبَ ذِرَاعَ اَلْوَحْشِ
بِسَيْفِه ،
فَاسْتَطَاعَ
اَلْخُرُوجَ مِنَ اَلْمَاءِ وَبَقِيَ يَنْتَظِرُ
خُرُوجَ اَلْوَحْشِ مِنَ اَلْمَاءِ لِيُبَاغِتَه ،
فَأَمْسَكَ سَيْفَهُ مُسْتَعِدًّا،
وَبِمُجَرَّدِ خُرُوجِ اَلْوَحْشِ، ضَرَبَهُ طَارِقْ
بِسَيْفِهِ
اَلْحَادِّ فَقَسَّمَهُ إِلَى نِصْفَيْنْ ،
لَكِنَّهُ خَشِيَ
أَنْ تَلْتَئِمَ فُرُوعُ جَسَدِ اَلْوَحْشِ
فَرَبَطَ
نِصْفَهُ اَلْأَعْلَى بِالْحَبْلِ وَجَرَّهُ بَعِيدًا
عَنِ اَلنِّصْفِ اَلْأَسْفَلِ وَأَلْقَاهُ فِي
اَلصَّحْرَاءْ ،
وَبِهَذَا
يَكُونُ طَارِقْ قَدْ خَلّصَ اَلنَّاسَ مِنْ شَرِّ هَذَا اَلْوَحْشِ اَلرَّهِيبْ،
وَعَادَ
اَلنَّاسُ لِيَتَمَتَّعُوا بِجَمَالِ اَلْبُحَيْرَةِ وَأَدْغَالِهَا .
إقرأ أيضا: