يمكنكم قراءة
قصة العالم والتلميذ للأطفال الصغار والتعرف على الدروس والقيم التي تحملها هذه
القصة الشيقة. استمتعوا بتجربة القراءة مع الأطفال.
قصة العالم والتلميذ للأطفال الصغار.
سأل أحد
العلماء تلميذه: منذُ متى صحبتني؟
فقال التلميذ:
منذُ عشرين سنة.
فقال العالم: فما تعلمت منّي في هذه المدّة؟
قال التلميذ:
ثمانيَ مسائل.
قال العالم:
إنّا لله وإنّا إليه راجعون، ذهب عمري معك ولم تتعلّم إلا ثماني مسائل فقط.
قال التلميذ:
لم أتعلم غيرها ولا أحبّ أن اكذب عليك.
فقال العالم:
هات ما عندك لأسمع.
قال التلميذ:
الأولى: أني
نظرت إلى الخلق فرأيت كلّ واحد يتخذ صاحباً، فإذا ذهب إلى قبره فارقه صاحبُه،
فصاحبتُ الحسنات فإذا دخلتُ القبر دخلتْ معي.
الثانية: أني
نظرت في قول الله تعالى: " وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان
الجنّة هي المأوى " فأجهدت نفسي في دفع الهوى حتى استقرت على طاعة الله.
الثالثة: أني
نظرت إلى الخلْق فرأيت أنّ كلّ من معه شيءٌ له قيمة حفظه حتى لا يضيع ثم نظرت إلى
قول الله تعالى: ما عندكم ينفذ وما عند الله باق، فكلما وقع في يدي شيءٌ له قيمة
وجهته لله ليحفظه عنده.
الرابعة: أني نظرت إلى الخلق فرأيت كلاً يتباهى بماله أو حسبه أو نسبه ثم
نظرتُ إلى قول الله تعالى: إنّ أكرمكم عند الله اتقاكم فعملتُ في التقوى حتى أكونَ
عند الله كريماً.
الخامسة: أني نظرت إلى الخلق وهم يتحاسدون على نعيم الدنيا فنظرتُ إلى قول
الله تعالى: نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة
الدنيا فعلمتُ أن القسمة من عند الله فتركتُ الحسد عنّي.
السادسة: أني نظرتُ إلى الخلق يعادي بعضهم بعضاً ويبغي بعضهم بعضا ويقاتل
بعضهم بعضاً ونظرتُ إلى قول الله تعالى: إنّ الشيطان لكم عدوّ فاتخذوه عدوّا
فتركتُ عداوة الخلق وتفرغتُ لعداوة الشيطان وحده.
السابعة: أني نظرتُ إلى الخلق فرأيتُ كل واحد منهم يُكابد نفسه ويُذلّها في
طلب الرزق حتى أنّه قد يدخل فيما لا يحلّ له فنظرتُ إلى قول الله تعالى: وما من
دابّة في الأرض إلا على الله رزقها " فعلمتُ أنّي واحدٌ من هذه الدوابّ،
فاشتغلتُ بما لله عليّ وتركتُ ما ليَ عنده.
الثامنة : أنّي نظرتُ إلى الخلق فرأيتُ كلّ مخلوق منهم
متوكّلاً على مخلوق مثله ؛ هذا على ماله وهذا على ضيعته وهذا على مركزه ونظرتُ إلى
قول الله تعالى : ومن يتوكّل على الله فهو حسبه فتركتُ التوكّل على المخلوق واجتهدتُ في التوكّل
على الله الخالق.