قصة آدم عليه
السلام
بدأ وجود البشرية
بخلق آدم عليه السلام حيث اقتضت حكمة الله تعالى أن يخلق آدم حتى يعمر البشر
الأرض، وحينما خلقه الله جعل له مكانة كبيرة بأن أمر ملائكته بالسجود له تكريماً
وتعظيماً، فسجد الملائكة كلهم إلا إبليس الذي أبى أن يسجد له، وقد ذكر الله تعالى
في كتابه الكريم تسلسل خلق آدم، حيث ابتدأ الله خلقه من قبضة من طين الأرض، ثمّ
صوره على الهيئة التي أراده الله عليها فكان صلصالاً كالفخار أربعين سنة حتى نفخ
فيه الله من روحه، وقد أسكنه الله الجنة قبل أن يوسوس له الشيطان ليأكل من الشجرة
التي نهاه الله عن الأكل منها، ليهبط من الأرض إلى الجنة بعد أن يتوب الله عليه
ليكون خليفة الله فيها.
ويمثل آدم عليه السلام أول الرسل ،ودليل
رسالته من القرآن الكريم ما جاء في الآيتين السابقتين:
(أ) قوله تعالى في آية البقرة: {فإما
يأتينكم مني هدى}.
ففي هذا وعد بالهدى من الله تعالى، وإشعار
بالرسالة.
(ب) وقوله تعالى في آية طه: {ثم اجتباه
ربه}.
والظاهر أن اجتباء الله له بعد المعصية
وتوبة الله عليه، إنما هو اصطفاء الله إياه للرسالة.
كما يدل على رسالته عموم قوله تعالى:
{وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلا خلا فِيهَا نَذِيرٌ}، وقوله تعالى: {ولقد بعثنا في كل
أمة رسولاً}.
وقد كان أولاد آدم أمة تتطلب رسالة ربانية،
وأحرى الناس بأن يكون رسولاً لأول أمة إنسانية إنما هو آدم عليه السلام أبو البشر،
المكلّم من قِبل الله تعالى.
لذلك نرى اتفاق معظم علماء المسلمين على
نبوته ورسالته.
وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد
ولا فخر، وما من نبي يومئذٍ - آدم فمن سواه - إلا تحت لوائي، وأنا أول من تنشق عنه
الأرض ولا فخر". رواه الترمذي.
وقد تولى الله جلَّ وعلا عرض قصة خلق آدم
في تسع سور من القرآن الكريم، وبيّن لنا في قصته أنه هو الإِنسان الأول الذي بثّ
الله منه هذه السلالة من البشر على وجه هذه الأرض. كما حدَّد الله لنا في كتابه
كيفية خلقه لآدم، بشكل صريح واضح لا يحتمل التأويل، فلا مجال لإِيراد تكهّنات
وتخيّلات وفرضيّات حول كيفية بدء وجود الإِنسان على هذه الأرض، ولا مجال لفرضيات
"دارون" وغيره بعد أن ورد إلينا يقين لا شبهة فيه عن الذي خَلَق وصوّر
وهو بكل شيء عليم. ونحن نعلم أن كل اعتقاد يخالف ما تضمنه القرآن الكريم بشكل قاطع
هو اعتقاد مخالف للحقيقة، وكل اعتقاد مخالف للحقيقة من الحقائق القطعية التي نصت
عليها الشرعية اعتقاد مُكفِّر.