📁 جديد القصص

قصة الرزاق هو الله، حكاية مؤثرة عن سر الرزق وكرم الخالق

من يملك خزائن الرزق؟

في زحام الحياة وصراعات البقاء، يتوه الإنسان أحيانًا عن الحقيقة الكبرى: أن الرزق بيد الله وحده، يوزعه بحكمة، ويمنحه لمن يشاء في الوقت الذي يشاء. قد يسعى العبد في الأرض، ويخطط ويتعب، لكن الرزق لا يأتي إلا بإذنه سبحانه. ومن هنا، جاءت "قصة الرزاق هو الله" لتذكرنا بأننا مهما بلغنا من الأسباب، فإن المصدر الأوحد لكل رزق هو ربّ الأرباب.

قصة عن الرزق، الرزاق هو الله، قصص دينية مؤثرة، كرم الله، الرزق الحلال، الاعتماد على الله، قصص اسلامية معبرة

قصة قصيرة عن الرزق للأطفال .

البداية: صياد فقير لا يملك إلا الدعاء

كان هناك رجل يُدعى "سلمان"، صياد بسيط يعيش في قرية ساحلية صغيرة. ورث عن والده قاربًا قديمًا وشبكة ممزقة بالكاد تمسك بالأسماك. لم يكن في بيته ما يكفي ليُشبع أفواه أطفاله الثلاثة وزوجته الصابرة. وعلى الرغم من كل ذلك، كان سلمان مؤمنًا بأن الله هو الرزاق، لا ييأس ولا يتوقف عن الدعاء.

في كل صباح، يخرج سلمان إلى البحر، يقرأ دعاء الخروج من المنزل، ثم يرفع يديه نحو السماء ويقول: "اللهم إنك الرزاق ذو القوة المتين، ارزقني من فضلك وكرمك، ولا تجعلني من القانطين."

المحنة: البحر غاضب والرزق معدوم

مرّت الأيام، وتوالت الأسابيع، ولم يُصِب سلمان من البحر إلا القليل. تكسّرت شباكه، وتعطل قاربه أكثر من مرة، والديون بدأت تتراكم. كان جاره التاجر، "حسان"، يسخر منه قائلاً: "ارحم نفسك يا سلمان، البحر لم يعد يجود بشيء، ابحث عن عمل في المدينة، هناك المال، وهناك الرزق الحقيقي!"

لكن سلمان كان يبتسم، ويقول بثقة: "الرزق بيد الله، وليس في المدينة ولا في البحر. إن أراد الله لي رزقًا، سيأتي حتى لو كنت نائمًا."

التحول: عابر سبيل غريب يحمل البشرى

وذات يوم، وبينما كان سلمان يجلس على الشاطئ بعد فشل رحلة صيد مريرة، جاء إليه رجل غريب الهيئة، تبدو عليه علامات الغربة والتعب. جلس بجواره وقال له: "يا أخي، هل لك أن تطعمني شيئًا؟ لقد جُعت كثيرًا." نظر سلمان إلى سلّته الفارغة، ولم يجد سوى قطعة خبز يابسة، فقسمها إلى نصفين وأعطاها للرجل.

شكره الغريب، ثم رفع يده وقال: "رزقك الله من حيث لا تحتسب، كما رزقتني الآن." ثم مشى واختفى بين أشجار النخيل.

في تلك الليلة، رأى سلمان في المنام شيخًا نوراني الوجه يقول له: "أعطيت فأعطاك الله، وواسيت فواساك الله، فانتظر رزقك عند طلوع الفجر."

المعجزة: رزقٌ من البحر بعد طول صبر

استيقظ سلمان على غير عادته قبل الفجر، توضأ وصلى، ثم ركب قاربه المتعب. اتجه إلى مكان في البحر لم يزره من قبل، كأن شيئًا يقوده إليه. ألقى شبكته، وانتظر. دقائق معدودة، وإذا بالشبكة تثقل وكأنها تمتلئ بشيء عظيم.

سحبها بجهد، وإذا بها مملوءة بأندر أنواع السمك التي لا تظهر إلا نادرًا. كانت تلك الكمية تكفي لإطعام أسرته شهورًا، وبيعها سيغنيه عن الحاجة لأعوام. سجد سلمان على القارب، وبكى من شدة الفرح، مرددًا: "الرزاق هو الله، الرزاق هو الله."

النتيجة: رزق وفير وحياة كريمة

عاد سلمان إلى القرية، فاستقبله أهلها بدهشة. باع ما اصطاده بسعر عالٍ، وسدّ ديونه، واشترى قاربًا جديدًا، ووسع عمله في صيد وتوزيع الأسماك. لم ينسَ أبدًا أن يحمد الله، بل جعل جزءًا من ماله للفقراء والمحتاجين.

جاءه جاره حسان وقال له ساخرًا: "يبدو أن البحر رقّ لحالك!" فردّ عليه سلمان بهدوء: "لم يرقّ لي البحر، بل رحمَني ربّ البحر، فمن يرزق السمكة في بطن الماء، قادر على أن يرزق عبدًا على الشاطئ."

الرزق بيد الله وحده

وهكذا، تبقى قصة سلمان شاهدة على أن الرزق لا يأتي من تعب اليد فقط، بل من صدق التوكل، وصفاء النية، والدعاء الخالص. كم من غني بات فقيرًا لأنه نسي أن الرزق من الله، وكم من فقير أغناه الله لأنه أحسن الظن به.

تذكّر دومًا: الرزاق هو الله. وإذا ضاقت بك السبل، فلا تركض خلف الأبواب المغلقة، بل ارفع يديك إلى السماء، وقل من أعماق قلبك: "اللهم ارزقني، فأنت خير الرازقين."