من الضروري معرفة قصص صحابة النبي عليه الصلاة والسلام لمعرفة أخلاق
أجدادنا وبطولاتهم، ومعرفة ما كانوا يعانونه من جراء تمسكهم بدينهم ورغبتهم في نشر
الاسلام.
إليكم قصص صحابة النبي عليه الصلاة والسلام الممتعة لتستمتعوا بها على
موقعكم المفضل، لتعلم مجموعة من العبر والأخلاق الحميدة، يمكنكم الآن قراءة مجموعة
من القصص الممتعة المختارة لكم ، من خلال موقعنا تجدون أجمل قصص الأطفال الدينية
الهادفة، قصص تعليمية للأطفال وقصص واقعية، وقصص الأنبياء، نقدمها لكم بشكل يومي
متجدد عبر قسم : قصص إسلامية ، ونتمني أن تنال إعجابكم ، قصة اليوم هي مجموعة عن
هجرة الصحابة إلى بلاد الحبشة.
قصص السيرة النبوية للأطفال، عن هجرة المسلمين إلى الحبشة.
في أحد أيام بداية
الاسلام بشبه الجزيرة العربية ، اجتمع بعض المسلمين وتهيئوا للسفر الى الحبشة ،
ومضوا في طريقهم وهم على إبلهم، ومعهم بعض أمتعتهم متجهين الى الحبشة ، كان من بين
هؤلاء المهاجرين عثمان ابن عفان وزوجته رقية بنت الرسول صلى الله عليه وسلم، وصل
المسلمون إلى ساحل البحر الذي يفصل بين الحجاز والحبشة وكان اسمه بحر القلزم، يسمى
اليوم البحر الاحمر ، تجمع المسلمون على شاطىء البحر ، جاءت سفينتان كبيرتان ركب
المسلمون في السفينتان ، وعبرت بهما البحر من
جهة جدة حتى شاطىء الحبشة من الناحية الاخرى، نزل المهاجرون الى الحبشة
في هذه الأثناء علمت
قريش بهجرة بعض المسلمين إلى الحبشة ، فخافوا أن ينتشر الاسلام والدين فيها ويكثر
اعدادهم فبعث رجال قريش بسفيرين الى ملك الحبشة ، وكانا عمرو ابن العاص وعبد الله
بن ربيعة، ومعهما الكثير من الهدايا لقساوسة الحبشة الذين يقومون على خدمة الكنائس
هناك
.
من بين ما بعث رجال
قريش من الهدايا لملك الحبشة ، فرسا عربيا أصيلا وثيابا من الحرير الفخم ، طلب
رجال قريش من السفيرين أن يرجوا الملك ملك الحبشة أن يرد ويطرد المسلمين من أرضه .
التقى سفير قريش
بقساوسة الحبشة، وأعطيا لهم كثيرا من الهدايا ، طلب السفيران من القساوسة ان
يسمحوا لهما بلقاء النجاشي ملك الحبشة.
قال عمرو بن العاص :
مولاي العظيم لقد قدم الى أرضكم رجال سفهاء ، دخلوا بلادكم خفيه تركوا دين آبائهم
وأجدادهم ، واتبعوا دين آخر ، فرق بين الناس جميعا،
وقال عبد الله بن ربيعة
السفير الثاني
:ونحن يا مولاي نخشى أن ينشروا دينهم في أرضكم
، فاطردهم من بلادكم ، استمع النجاشي ملك الحبشة الى سفيري قريش ، وكان القساوسة حاضرين
، ولانهم اخذوا الهدايا وأعجبوا بها ، قالوا للملك :
يا مولاي اطرد هؤلاء
المسلمين من بلادنا ، خوفا على ديننا المسيحي منهم ، لكن الملك العادل النجاشي قال :
لا أطردهم حتى أستمع
الى هؤلاء المسلمين ، وأعرف دينهم الذي آمنوا به ونبيهم الذي اتبعوه ، ثم أمر
جنوده ان يحضروا اليه المسلمين ليتحدث معهم ويستمع لهم .
جاء جنود الملك
بالمهاجرين ، قال الملك لهم
:من أنتم ، وما هو دينكم ، ولماذا تركتم
بلادكم ؟
تقدم جعفر بن ابي طالب
، وقال
:يا مولاي العظيم ، كنا قوما نعبد الاصنام ونسيء
الجوار ، يظلم القوى منا الضعيف ، فبعث الله الينا رسول منا ، يدعوا الى عبادة
الله وحده وأن نترك عبادة الاصنام ، لكن قومنا اعتدوا علينا ، وعذبونا فجئنا اليكم
ضيوفا نطلب حمايتكم
.
حاول عمرو بن العاص أن
يثير الملك فقل له
:يا مولاي العظيم ، إنهم رفضوا أن يدخلوا
الدين المسيحي ، اطردهم فهم يسيئون الى المسيح نبيكم .
اتجه لملك للمسلمين
وقال لهم
:فماذا تقولون في عيسى ؟
قال جعفر بن ابي طالب
ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم
:هو عبد الله ورسوله ، وروح منه القاها الى
مريم العذراء أم عيسى رضى الله عنها ، وهنا سعد النجاشي بما سمع وقال للمسلمين:
انصرفوا عيشوا في بلادي
، كما تشاءون فلن أسلمكم الى اعدائكم ، اتجه الملك العادل الى القساوسة وقال لهم
ردوا على سفيري قريش هداياهم
، فلست في حاجة اليها ، إن ما يدعوا اليه محمد بن عبد الله هو الذي بشر به عيسى وإن
تعاليم الاسلام والتعاليم المسيحية منبعها اله واحد، شكر المسلمون ملك الحبشة على
حسن ضيافته
.
وعاش المسلمون
المهاجرون في الحبشة كما شاءوا ضيوفا على أهلها ، كما جاءت الى الحبشة مجموعات أخرى
من المهاجرين ، المسلمين واشترك بعض المسلمين مع أهل الحبشة في قوافل التجارة التى
كانوا يذهبون بها الى الشام ومصر ، فقد كان هؤلاء المسلمون على علم بطرق التجارة ،
وكان الاحباش سعداء بهم ويعاملونهم أحسن معاملة، اطمأن المهاجرون في الحبشة ،
وعلموا أن عدد المسلمين يتزايد في مكة أكثر بكثير ، وأن عمر بن الخطاب قد أسلم
فزادت قوة المسلمين لذلك ، وعاد المهاجرون المسلمون من الحبشة الى مكة بعد أن
اعزهم الله ونصرهم ونصفهم الملك النجاشي العادل ملك الحبشة رحمة الله عليه .