قصة قصيرة عن الحكمة وخطورة الخوف، قصة قصيرة عن الذكاء، من قصص الأطفال، وقصص الحيوانات الممتعة للأطفال، قصة الغزالة الذكية، قصة الطائر الأزرق، قصة النملة.
تجدون أجمل قصص الأطفال الصغار والكبار،قصص تعليمية للأطفال وقصص واقعية، قصص مضحكة، وقصص دينية، وقصص الأنبياء، وقصص الصحابة، نقدمها لكم بشكل يومي متجدد عبر قسم : قصص الحيوانات ، ونتمنى أن تنال إعجابكم .
قصص قصيرة ممتعة تعليمية للأطفال من قصص الحيوانات.
القصة الأولى : قصة النملة.
في يوم من الأيام استيقظت من نومي وذهبت الى حديقتي الصغيرة لأسقي أزهارها.
هي صغيرة لكنني زرعت فيها الياسمين والقرنفل والفل وأصبحت مكاني المفضل أستريح فيه وأقرأ وأكتب، وفي هذا الصباح انتهيت من سقي أزهار الحديقة وجلست استمتع بنسيم الصباح المنعش فرأيت نملة صغيرة تدفع أمامها حشرة كبيرة ميته، مرة تدفعها من اليمين ومرة تدفعها من اليسار.
بقيت تقوم بهذا العمل وقتا طويلا ثم توقفت وذهبت واختفت عن عيني.
بعد وقت قصير عادت ومعها الكثير من النمل الصغير لم أعرف عدده ولا من أين جاء، وقد عرفت النملة لانها كانت في المقدمة لتدل رفيقاتها على مكان الحشرة الكبيرة، أحاطت النملات بالحشرة الكبيرة من كل جانب وبدأت تدفعها الى الأمام, وما حيرني أن النملات كانت تتوقف وتغير أماكنها.
كل نملة تترك مكانها وتنتقل الى مكان آخر ولم أعرف السر، لكنني صممت أن أتابعها وأعرف إلى أين ستأخذ الحشرة الكبيرة، وما حيرني أيضا أن نملة سوداء كبيرة جاءت لكن النملات هجمت عليها ومنعتها من الاقتراب من الحشرة الكبيرة فهربت، أما النملات الصغيرة فقد عادت الى الحشرة الكبيرة وبدأت تدفعها من جديد، أخيرا توقفت أمام شق صغير جدا في الأرض، غيرت كل نملة مكانها وبدأت النملات تدفع الحشرة الكبيرة في الشق الصغير، حاولت مرات عديدة ولم تنجح في إدخال الحشرة الكبيرة في الشق الصغير، كل نملة كانت تدفع الحشرة من جهه ثم تذهب الى جهة أخرى، لم أغادر مكاني وبقيت أنتظر، أنتظرت وقتا طويلا حتى تعبت لكن النملات لم تتعب وبقيت تعمل بنشاط،
وفي النهاية رأيت الحشرة الكبيرة تختفي في الشق الصغير.
القصة الثانية : قصة الطائر الأزرق.
كانت هناك مجموعة من الطيور المهاجرة، تهاجر من مكان لآخر تبحث عن البيئة الدافئة التي تستوطن فيها أثناء فصل الشتاء.
بينما كانت مجموعة الطيور تحلق في السماء، ضل أحد الطيور الطريق أثناء سفره مع عائلته، فشعر الطائر الأزرق الصغير بالحزن والتعب، وعندما جاء الليل بعد قضاء الكثير من الوقت في البحث عنهم دون فائدة، لجأ إلى كهف صغير وجده في سفح الجبل، وبداخل هذا الكهف لم يكن هناك سوى عدد قليل من الأغصان الجافة والأوراق التي ألقتها الرياح .
وعلى الرغم من أنه لم يقلق بشأن إطعام نفسه، حيث أنه كان دائما ذكي جدا ويعتمد على نفسه في إيجاد طعامه ، ولكنه شعر بحزن عميق خاصةً عندما تذكر مقولة والديه : “لا تبتعد عنا عندما نهاجر ” ، فقد كان والداه يكرران ذلك دائمًا له ، لكنه كان متحمسًا جدًا حول الأشياء الصغيرة التي كان سيكتشفها خلال رحلاتهم . وظن أنه سيكون هكذا متفتح الذهن ، يفكر في كل العجائب التي سيراها في رحلته ، ويرفرف بجناحيه على كل كنز جديد ، في حين يستمر الآخرون في الرحلة ولا يلاحظ أحد غيابه . ففي ذلك اليوم وبينما كان يطير رأى وميضًا من الضوء ، وهو انعكاس يخرج من الأشجار ، ودون أن يدرك ذلك انقض منخفضًا واقترب لرؤية ما هو مصدر الضوء الجميل ، فاكتشف بحيرة هائلة من المياه البلورية ، وتركه هذا المشهد متفاجئ تمامًا .
فقد كان يرى نفسه في انعكاس الماء ، وأخذ يصيح أوه كم هذا رائع! فهو لم يرَ شيئًا كهذا أبدًا ، خاصةً عندما بدأت الشمس تطلق أشعتها على الماء ، وأصبحت هذه الانعكاسات الذهبية الرائعة تشكل مشهدًا مذهلًا ، فأخذ يلعب ويحلّق فوق الماء ويستخدم المياه الهادئة كمرآة ، ومر الوقت دون أن يدرك ذلك ، وعندما ارتفع إلى لأعلى كي يدعو عائلته ويخبرهم بما وجده ، لم يجد رد على دعوته .
فقد كان والداه وإخوانه وإخوته قد استمروا في الرحلة ، ولم يتمكنوا من سماعه وفجأة شعر الطائر الصغير بخوف هائل ، واختفى كل ذلك الجمال من أمام عينيه ، وكان بإمكانه فقط سماع أصوات غريبة زادت من خوفه وشعوره بعدم الارتياح ، وترددت صرخات الطيور الغريبة حول الغابة ، وتحول كل شيء بدا جميلاً حتى الآن إلى شيء قاتم وشبحي .
انتاب الطائر الأزرق الصغير الخوف من أن يُترك وحده في الغابة ، فطار بين الأشجار بحثًا عن عائلته ، لكن الليل هبط سريعًا وكان لا يزال بمفرده ، وبعدها سعى الطائر إلى مكان للمأوى خلال الليل ، ومع الأوراق الصغيرة التي وجدها في الكهف بنى الطائر عشًا صغيرًا ولكن بسبب الأوراق الجافة جدًا ، لم يحصل سوى على القليل من الدفء في تلك الليلة .
وفي اليوم التالي عندما استيقظ لم يتذكر أنه قد ضاع ، ولكن بعد وقت قصير من الاستيقاظ ، كل شيء تبادر إلى ذهنه ثانيةً وبدأ في القلق وأخذ يقول : “يا إلهي! ماذا سأفعل هنا وحدي ؟ أين عائلتي ؟ وسرعان ما اكتشف أنه أضاعهم ، وقد كان والداه يكرران له دائمًا في حال ضياعه يوما ما ، أن ما ينبغي عليه فعله هو عدم الذهاب بعيدًا عن المكان الأخير الذي كانا فيه معًا .
ففكر في وضع نفسه في مكان مرتفع بما فيه الكفاية حتى يتمكنون من رؤيته عندما يعودون ، وقرر أنه لا ينبغي أبدًا أن يسمح للخوف بمنعه من رؤية الواقع ، وأخذ يقول لنفسه : لقد أخبرني والداي بما سأفعله إذا ضللت الطريق ، لذلك ليس لدي ما أخاف منه ، ستبحث عائلتي عني الآن وسرعان ما سنكون معًا ، ثم ترك كهفه الصغير وشكره لأنه أعطاه مأوى في تلك الليلة .
ومرة أخرى كان كل شيء جميلاً بالخارج ، وكان لديه ثقة في أنه سيجد عائلته من جديد ، وستجعله يطير بسعادة في مكان غير معروف بالنسبة له ، وبعد فترة طويلة وجد البحيرة الجميلة مرة أخرى ، وهناك وجد أطول شجرة فاستقر عليها ثم بدأ في الطنين ، والتحق بالتدريج بالطيور الصغيرة التي كانت تعيش هناك .
وأخبرهم أنه قد ضاع فقررت الطيور أن تغني بصوتٍ عالٍ جدًا حتى يتمكن أي شخص يمر من سماعها ، وسرعان ما أمكن سماع أغنيتهم من بعيد جدًا ، مما ساعد عائلته على العثور عليه بسرعة ، وبعد ذلك اليوم أصبح الطائر الأزرق الصغير أكثر حكمة ، فقد عرف الآن أنه يجب أن يدع عائلته تعرف دائمًا متى سيطير منهم خلال رحلاتهم.
كما علم أنه خلال حياته سيلتقي بأشخاص آخرين يقدمون له المساعدة . والأهم من ذلك كله أنه تعلم أنه عندما يصبح الخوف أقوى منه ، فإن أجمل الأشياء يمكن أن تظهر على أنها أكثرها رعبًا ، وكي ينجو وينجح في حياته عليه أن يفكر بحكمة ويترك الخوف جانبًا .
القصة الثالثة : قصة الغزالة الذكية.
كان يا ما كان في يوم من الأيام وفي الغابة الواسعة الخضراء أخذت الأسود تهاجم حيوانات الغابة وتأكلها، فهاجرت الحيوانات إلى الغابات المجاورة لتعيش في أمن وأمان .
جلست الغزالة غزولة وهي حزينة تفكر في صديقها الحصان سهم، وظلت تبحث عنه إلى أن علمت أنه يعيش في قرية قريبة جدًّاً، ذهبت إليه الغزالة غزولة لتنزل ضيفة عليه لمدة يومين .
فلما طرقت الباب قال سهم : مَنْ بالباب ؟
قالت: أنا صديقتك الغزالة غزولة.
فقال سهم : أهلًا ومرحبًا بصديقتي الغالية غزولة، لقد اشتقت إليك كثيرًا، كيف عرفت مكاني ؟
فقالت غزولة : سألت عنك كثيرًا حتى عرفت مكانك.
فقال سهم : تفضلي يا عزيزتي بالدخول فقد اشتقت لكي أنا أيضاً .
دخلت الغزالة غزولة ودار بينها وبين صديقها سهم كلام كثير، وخرج بعدها سهم وأحضر لها طعامًا شهيًّاً فأكلت حتى شبعت، ثم سألته : من هم جيرانك في هذا المكان ؟
فقال سهم : يسكن بجواري القرد ميمون، ومن الناحية الأخرى النمر شمعون، ويسكن أمامي الذئب المكار .فأحست الغزالة غزولة بخوف شديد وقالت : هل الذئب يسكن أمامك يا سهم ؟
فقال سهم : لا تخافي يا صديقتي، فلقد أخذت عليه العهد ألا يتعرض لأصدقائي أبدًا .
جلست الغزالة غزولة تفكر وتقول في نفسها : وماذا أصنع لو دخل الذئب فأكلني؟
قامت غزوله ونظرت من النافذة فوجدت أن الذئب ينظر إليها ويسيل لعابه فعلمت أنه يريد أن يأكلها، فقامت وأغلقت الشبابيك والأبواب حتى لا يستطيع الذئب أن يدخل عليها، وبعد حديث طويل بين غزولة وصديقها سهم قامت لتنام، وفجأة سمعت على الباب طرقًا شديدًا بقوة !
فخافت و قالت : مَنْ بالباب ؟
فقال الذئب : أنا جارك الذئب وقد جئت من أجل أن أسعد برؤيتك .
فقالت الغزالة غزولة : لن أفتح لك الباب قبل أن أستأذن من صديقي سهم .
فقال الذئب : إن سهم سيسعد جدًّاً لو عرف أنني جئت إليكِ لأرحب بكِ .
فقالت الغزالة : مهما حدث فلن أفتح لك الباب .
ذهب الذئب وهو يفكر كيف يصل إلى هذه الغزالة ليأكلها.
وفي نفس الوقت جلست الغزالة تفكر كيف تنجو من هذا الذئب المكار، وبعد تفكير عميق توصلت الغزالة لحيلة ماكرة تستطيع من خلالها أن تتخلص من الذئب المكار، وفي نفس الوقت لا تسبب أي مشاكل لصديقها العزيز الحصان سهم .
بعد أن أصبح الصباح وعاد الذئب المكار لبيته لينام ،ذهبت الغزالة واشترت من السوق غطاءً يشبه جلد النمر، ولما حل الليل جاء الذئب مرة أخرى ليفترس الغزالة فقامت ووضعت على جسدها جلد النمر .
فلما اقترب الذئب منها ورأى جلد النمر ظن أن النمر قد جاء إلى هنا فارتعد خوفًا .
وقال: أين الغزالة التي كانت هنا ؟
فقالت الغزالة غزولة : ليس في البيت إلا أنا النمر الذي أمامك، وإن لم تنصرف فسوف أتعشى بك الآن.
فقال الذئب: سأذهب يا سيدي ولكن قلي فقط أين الغزالة ؟
قالت الغزالة وهي تقلد صوت النمر : لقد ذهبت الغزالة إلى بيتي وجئت أنا مكانها.
فانصرف الذئب وذهب إلى بيت النمر وهو فرحان ظنًّاً منه أن الغزالة هناك .
فلما دخل بيت النمر وجد هناك النمر الحقيقي وهو يظن أن الغزالة ستكون طعامه الليلة.
غضب النمر غضبًا شديدًا وأمسك بالذئب وقال له: ما الذي جاء بك إلى هنا يا مكار ؟ وكيف دخلت بيتي بغير إذني؟
فقال الذئب وهو يرتجف من الخوف : لقد أخبرني النمر أن الغزالة هنا، وأنا جائع جدًّاً فجئت لأكلها.
فقال النمر : وأنا أيضًا جائع جدًّاً منذ يومين ولم أخرج لإحضار الطعام وها قد أتى الطعام برجليه فستكون طعامي الليلة.
وقبل أن ينطق الذئب بكلمة قفز عليه النمر والتهمه، وفي الصباح جاء سهم ليطمئن على أحوال الغزالة فأخبرته بما حدث في الليل وأخبرته بقصة الذئب المكار الذي أراد أكلها .ففرح سهم فرحًا شديدًا وحمد الله على أنه كتب النجاة لصديقته الغزالة .
وقامت غزولة وودعت صديقها سهم وانطلقت لترجع مرة أخرى إلى أسرتها التي تنتظرها بفارغ الصبر وهي فرحة بذكائها وأفكارها التي خلصتها من مكار.