قصة تربوية قصيرة عن الأمانة، من قصص الأطفال،قصص تعليمية للأطفال وقصص واقعية، قصص مضحكة، وقصص دينية، وقصص الأنبياء، وقصص الصحابة، نقدمها لكم بشكل يومي متجدد عبر قسم : قصص الأطفال ، ونتمنى أن تنال إعجابكم .
قصة تربوية للأطفال، قصة الرجلان والأمانة
كان ياما كان في قديم الزّمان كان هناك تاجر عرف بأمانته، فقد كان رجلاً تقيا في جميع تحرّكاته، ويضع الخوف من عذاب اللّه وعقابه صوب عينيه.
وفي إحدى الرّحلات التجاريّة التي كان يقوم بها هذا التاجر الأمين، أخذ يفكّر في الاستقرار داخل بلدته ليرتاح من عناء السّفر ومشقّته، فصحّته بدأت بالتدهور والتّراجع إلى الخلف نتيجة كبر سنّه، فآن له أن يرتاح من عناء السّفر بعد أن قام بجمع مبلغٍ يعيش به مسروراً.
ذهب التّاجر إلى رجلٍ يودّ بيع بيته ،فهو يبحث عن بيت ليأوي به نفسه وعائلته، وليكون مناسباً لمكانته وثروته الطّائلة، وقام بشرائه.
دارت الأيّام ومرّت، والتّاجر يعيش فرحاً في داره الجديدة الجميلة.
وفي يومٍ من الأيّام خطرت له فكرة وهو ينظر إلى أحد جدران المنزل، فقال في نفسه: لو قمت بهدم هذا الحائط لحصلت على منزل أجمل، ومساحة أكبر وأوسع.
وبالفعل، قام التّاجر بمسك الفأس وأخذ يهدم الجدار ويزيله، لكنّه فجأة رأى شيئاً عجيباً !
فقد عثر تحته على جرّة مليئة بالمجوهرات والّذهب، صاح التّاجر : يا إلهي، كنز عظيم مدفون تحت الحائط !
لا بدّ لي من أن أعيده إلى صاحبه، فهو له وأولى منّي به، ليس لي حق في هذا الذّهب أبداً ، فإذا قمت بأخذه سيكون مالاً حراماً، والمال الحرام يضرّ ولا ينفع، ويذهب ولا يدوم.
حمل التّاجر الأمين الجرّة ذاهباً بها إلى الرّجل الذي باعه منزله، وضعها بين يديه قائلاً له أنّه قد عثر عليها أثناء قيامه بهدم أحد الجدران.
فقال الرجل: هذه ليست ملكاً لي، بل إنّها قد أصبحت ملكاً لك أنت، فالمنزل منزلك الآن، وأنا قد بعتك الدّار وما فيها.
رفض كلا الرّجلين أن يأخذا الجرّة، وقرّرا أن يذهبا إلى قاضي المدينة ليتحاكما.
فقال لهما القاضي: ما رأيت في حياتي رجلين أمينين مثليكما، تتنازعان في رفض الكنز بدلاً من النّزاع في من يأخذه!!.
سأل القاضي الرّجلين إن كان لديهما أبناء، فأجاب التّاجر الأمين بأن له بنتاً واحدة، أمّا الرّجل الآخر فقد قال أنّ لديه ولداً.
فقال القاضي: فليتزوّج ابنك بابنته، ويصرف هذا الذّهب إليهما ويتزوجان به.
فاستحسن الرّجلان رأي القاضي ووجدا أنّ فيه صواباً، ووافقا على الزّواج، وعاشا سعيدين مرتاحا الضّمير والبال.