ما هو أصل حمامة السلام، الحمامة
البيضاء التي تحمل في منقارها غصن الزيتون، قصة حمامة السلام.
تعتبرالحمامة البيضاء، أو الحمامة
التي تحمل غصن الزيتون في منقارها رمز السلام المتداول والمتعارف عليه من كل أمم
العالم، وليس الآن فقط، بل هي رموز قديمة للسلام ترتبط بمجموعة من الأحداث
التاريخية ، ونجد أكثر هذه القصص.
قصة مرتبطة
بالنبي نوح عليه السلام وسفينته، وأخرى قصة مرتبطة بحرب من حروب آسيا الوسطى.
في قصة سيدنا نوح عليه السلام بعد
الطوفان العظيم الذي غمر الأرض إلا سفينة نوح ومن عليها من المؤمنين والحيوانات،
عندها كان يُرسل سيدنا نوح حمامة لتكتشف إن كان هناك يابسة، وفي كل مرة كانت تعود
خالية في دلالة على أن الماء لم يجف بعد ولم تظهر اليابسة،
وفي مرة من المرات أرسل سيدنا نوح
الحمامة فعادت وفي منقارها غصن زيتون، ففرح بها فرحا شديدا لأن ذلك يعني أن
الأشجار بدأت تظهر والمياه بدأت بالانحسار،
وفي مرة أخرى عادت الحمامة وقد تلطخت
أقدامها بالطين، ما يعني أن اليابسة قد ظهرت، وبالتالي يستطيع كل من على السفينة أن ينزل
إلى الأرض بسلام.
ومنذ ذلك الوقت ارتبطت الحمامة التي
تحمل بمنقارها غصن زيتون مع السلام.
أيضا من القصص التاريخية التي ربطت رمزية الحمامة بالسلام، قصة من آسيا الوسطى،
حيث كان ملكان يتجهان للحرب.
سأل أحد الملكين عن سلاحه وخوذته،
فأخبره الجنود أن حمامة صنعت عشها في خوذته، فطلبت أم الملك منه أن يترك الحمامة
وصغارها ولا يؤذيهم، ما اضطر الملك للذهاب إلى الحرب دون خوذته وسلاحه.
وعندما التقى الملكان شاهد الملك الثاني خصمه دون خوذته ودرعه فأراد أن يعرف ما سبب ذلك، ودعاه
للتفاوض والمحادثات،
فجلس الملكان معا، وعندما سمع القصة
كاملة عرف الملك الثاني رحمة خصمه بحمامة وتركه لخوذته وسلاحه لأجلها وصغارها، رأى
أنه من الخطأ أن يُقاتل هذا الملك ومملكته،
واتفقوا على السلام.
من هنا رُمز للسلام والحب بالحمامة
البيضاء.
في عهد النبي محمد صل الله عليه وسلم كان للحمامة دور بطولي عظيم سطره
لها التاريخ، فقد كانت
الحمامة سببًا ربانيًا في حماية النبي الكريم صل الله عليه وسلم، عندما كان يختبئ
مع أبي بكر الصديق في الغار بعيدًا عن أعين كفار قريش، فأرسل الله تعالى حمامتين
تجلسان في عشهما الذي كان أمام الغار، فخُيل لقريش أن لا أحد قد اقترب من هذ
المكان، فكانت بهذا رمزًا للحب والسلام والطمأنينة.
ويعد أول من رسم حمامة السلام هو الفنان بيكاسو؛ وكان ذلك في عام 1948
ميلادي عندما طلب منه الشاعر أرجوان أن يرسم له رمزًا لأول مؤتمر عالمي للسلام
المنعقد في بولندا، وبالفعل أعد الفنان بيكاسو لوحة تقليدية بسيطة عبارة عن حمامة
تحمل بمنقارها غصن زيتون، وعرضها على الشاعر أرجوان فأعجبته وقدمها لتكون شعارًا
للمؤتمر ورمزًا لحركة السلام العالمية، وما زالت حتى اليوم تعد رمزًا للحرية
والسلام.
ومنذ ذلك الحين
أصبحت الحمامة رمزا شعبيا وعالميا للسلام في العالم ككل.
تابع الفيديو لتستمع إلى قصة حمامة السلام.