قصة عن البخل والطمع، قصة الرجل الكريم وصاحبه البخيل،
قصص تربوية يقدمها لكم موقع ركني: ركن المعرفة، كما تجدون على موقعكم مجموعة منالقصص التربوية، والتعليمية، وقصص الحيوانات، وقصص قصيرة للأطفال قبل النوم.عبر أقسام قصص المغامرات، قصص الأنبياء، قصص تربوية للأطفال، قصص قصيرة للأطفال، قصص إسلامية، قصص وعبر.
قصة الرجل الكريم وصاحبه البخيل
كان ياما كان، عاش معاً صديقان أحدهما كريم والأخر بخيل،
وفي يوم من الأيام قررا أن يرتحلا مع بعضهما للبحث عن السعادة، ملأ كل منهما خرجه
بالزاد، وحمله على كتفه وانطلقا في الطريق مسرورين فرحين، يتبادلان القصص
والحكايات كي لا يشعرا بالملل وطول السفر، توقفا في الطريق بعض الوقت ليتناولا غذائهما،
فأخرج الرجل الكريم من خرجه طعامه أما البخيل فقال : إنه سيحتفظ بما معه من طعام كاحتياطي
لهما يتناولانه وقت الحاجة، ومن الطبيعي أن الرجل الكريم قد دعا زميله البخيل
للغداء معه فأكلا سويا، وهكذا سارا على هذا النحو حتى نفذ كل ما مع الرجل الكريم
من طعام، وعندما شعر البخيل بعدم وجود طعام مع صاحبه الكريم خذله وتركه دون أن
يقول له كلمة واحدة، غير أن الرجل الكريم مضي في طريقه جائعاً مكتئباً، وعندما حل
الظلام أخذ الرجل الكريم يبحث عن مكان يبيت فيه، وأخيرا رأی مبنى طاحونة مهجورة ،
ووجد لنفسه صندوقا مستطيلا لحفظ الحبوب فرقد فيه، واستغرق في نوم عميق.
استيقظ فجأة على صوت ضوضاء غريبة، ثم رأی نارا توقد ويجلس
حولها ثعلب وذئب ودب، فأصابه الخوف ورقد في مكانه لا يتحرك وسمع الذئب والدب
يطالبان الثعلب أن يحكى لهما عن أي شيء، فقال الثعلب:
سأحكي لكما عن شيء غير مفيد بالنسبة لنا، لكنه نافع ومفيد
للإنسان هناك وعلى مقربة من قناة الطاحونة يوجد حجران كبيران تحتهما جحر يعيش فيه
فأر يخرج كل يوم من جحره عند طلوع الشمس بقطع من ذهب ثم يعود بها في المساء، وبعد
أن انتهى الثعلب من حكايته قال للذنب :جاء دورك لكي تحكي لنا حكاية
وبدأ الذئب يحكي ويقول : في أعلى هذا الجبل يوجد قطيع من
الخرفان ، ومن بينهم خروف وهو أقبحهم شكلا يعطى مقدارا من الصوف لا يعطيه القطيع
كله، آه لو عرف الإنسان بذلك.
ثم قال الدب: أما أنا فأعرف بأن هنالك كنزا مدفونا تحت
شجرة البندق المزروعة عند بوابة المدينة.
وبعد أن غادرت الحيوانات الثلاثة مبنى الطاحونة عند الفجر
أسرع الرجل الكريم في البحث عن الكنوز التي حكى عنها الثعلب والدب والذئب وعثر
عليها وأخذها، ثم ذهب إلى راعي الغنم، واشترى منه أقبح خروف عنده شكلا، وأخيرا رجع
إلى منزله وبدأ يعيش حياة سعيدة مرفهة.
عاد الرجل البخيل من رحلته، وكان يبدو عليه التعب الشديد
، مرتديا ثيابا رثة، قابله أهل منزله وحكوا له عن النجاح الذي حققه صديقه الرجل
الكريم.
وفي اليوم التالي ذهب البخيل إلى صاحبه الكريم، وأخذ يشكو
له من مصيره التعس قائلا:
لقد طفت بلادا كثيرة وكان نصيبي الفشل والأسى، لكن قل لى،
یا عزیزی، كيف حققت هذا النجاح، وحكى له الرجل عما حدث له بالتفصيل وأعطاه نصف ما
أحضره من الكنوز بالتساوي، لكن ظن البخيل أن صاحبه الكريم قد خدعه في القسمة، فقرر
أن يذهب بمفرده إلى مبنى الطاحونة وتصنت إلى حديث الحيوانات، فربما تتحدث عن كنوز
أخرى كالتي اخذها صاحبه الكريم،
وذهب إلى هناك، حيث الطاحونة واختبأ في صندوق حفظ الحبوب
المستطيل، وفي منتصف الليل جاءت الحيوانات وأوقدت النار وجلست حولها للتدفئة وكان
يبدو عليها القلق وعدم الرضا.
ثم سأل الدب والذئب صديقهما الثعلب :
أيها الثعلب، لماذا تبدو اليوم حزينا ؟
فأجاب الثعلبة: كيف لا أكون حزينا عندما يعلم أحد ما عن
السر الذي أعرفه ، ويأخذ كل الذهب الموجود داخل الجحر واشتكيا الدب والذنب له
وقالا : نعم هذا صحيح، لقد استولى أحد ما على الكنوز التي لا يعلم عنها أحد غيرنا،
وأخذ الثلاثة يفتشون بدقة مبنى الطاحونة وعثروا أخيرا على الرجل البخيل مختبأ في
الصندوق فهجموا عليه وأخرجوه وكادوا أن يفتكوا به
.
ففهم الرجل البخيل أن
الطمع والبخل يدفعان بصاحبهما إلى الهلاك.
اقرأ أيضا