علي بابا والأربعين حرامي: القصة الكاملة كما لم تُروَ من قبل

بين أسطورة الشرق وسحر المغامرة

في عالم "ألف ليلة وليلة"، تبرز حكاية لا تزال تُروى على مر العصور وتُلهب خيال الكبار والصغار على حدٍ سواء. إنها قصة علي بابا والأربعين حرامي، واحدة من أشهر قصص التراث العربي القديم، التي تجمع بين الإثارة، والخطر، والذكاء، والكنوز الخفية. تحكي هذه القصة عن رجل فقير يُدعى علي بابا، يدخل مغارة سحرية ويكشف سر كنزٍ مخفيٍّ وراء كلمةٍ بسيطة: افتح يا سمسم. فهل كانت تلك الكلمة بداية ثروته أم لعنة تطارده؟

قصص عالمية مكتوبة للأطفال

قصة علي بابا والأربعين حرامي مكتوبة للأطفال

فقير من بلدة بسيطة: من هو علي بابا؟

في بلدة صغيرة من بلاد الشرق القديم، كان يعيش رجل فقير يُدعى علي بابا، يعمل في جمع الحطب من الجبال ليبيعه في السوق مقابل القليل من المال. رغم فقره، كان علي بابا رجلًا طيب القلب، صادقًا في معاملاته، قنوعًا بما رزقه الله.

كان لديه أخ ثري يُدعى قاسم، يمتلك متجرًا كبيرًا ويعيش حياة مترفة، لكنه كان جشعًا وقاسيًا، لا يساعد أخاه إلا بالقليل جدًا من المال، وغالبًا ما يسخر من فقره وبساطته.

اللحظة الفاصلة: المغارة السرية وكلمة السر السحرية

في أحد الأيام، وبينما كان علي بابا يجمع الحطب في الغابة، سمع صوت خيول تقترب. فاختبأ خلف شجرة ليرى ما يحدث. فإذا بأربعين رجلًا مسلحين ينزلون عن خيولهم أمام صخرة ضخمة، ثم قال زعيمهم كلمة غريبة:

"افتح يا سمسم!"

ويا للعجب! انشقت الصخرة كالسحر، وظهرت خلفها مغارة كبيرة مليئة بالذهب والمجوهرات والكنوز. دخل اللصوص الواحد تلو الآخر، ثم خرجوا لاحقًا وأغلقوا المغارة بكلمة: "اغلق يا سمسم".

انتظر علي بابا حتى غادروا، ثم اقترب من الصخرة وقال: افتح يا سمسم. فتحت المغارة أمامه، فدخل وهو مبهور بما رأى: أكياس من الذهب، صناديق مليئة بالجواهر، وأسلحة ثمينة.

أخذ علي بابا بعضًا من الذهب وعاد مسرعًا إلى بيته، سعيدًا بما وجده.

سرّ الكنز ينكشف: الغيرة تأكل قلب قاسم

لم يستطع علي بابا إخفاء ثروته الجديدة، فأخبر زوجته التي طلبت من جارتها ميزانًا لوزن الذهب. وصلت الأخبار إلى قاسم، الذي لم يهدأ له بال حتى عرف السر من علي بابا بعد إلحاح.

ذهب قاسم وحده إلى المغارة وقال: افتح يا سمسم. دخل وجمع الذهب، لكنه نسي كلمة الخروج، وبدأ يصرخ بكل الكلمات التي يعرفها: "افتح يا شعير! افتح يا قمح!" دون جدوى.

عاد اللصوص فوجدوه داخل المغارة، فأمسكوا به وقتلوه، وقطعوا جسده وتركوه عبرة.

ذكاء مروة: الخادمة التي أنقذت علي بابا

عندما تأخر قاسم، ذهب علي بابا ليبحث عنه، فوجده مقتولًا داخل المغارة، فعاد بجثته سرًا ودفنه بطريقة لا تثير الشكوك، بمساعدة خادمته الذكية مروة.

اكتشف اللصوص لاحقًا أن أحدًا آخر يعرف سر المغارة، فقرروا التسلل إلى بيت علي بابا وقتله، فتنكر زعيمهم كتاجر زيت، وجاء بأربعين جرة زيت (كانت كل واحدة تحتوي على لص) وطلب من علي بابا استضافته.

لكن الخادمة مروة شكّت في الأمر، فتسللت ليلًا، وسمعت همسات من داخل الجرار. فهمت الخدعة، فأحضرت الزيت المغلي وسكبته في كل جرة، وقتلت الأربعين حراميًا ما عدا الزعيم.

النهاية الحاسمة: سقوط زعيم اللصوص

في اليوم التالي، لاحظ الزعيم أن خطته فشلت، فهرب متخفيًا ليعود بعدها في محاولة جديدة. تنكر هذه المرة في هيئة تاجر عادي، وطلب الزواج من ابن علي بابا.

لكن مروة كشفته مجددًا، فعندما دخل البيت، طعنته بالخنجر أمام الجميع. حينها أدرك علي بابا أن مروة لم تكن مجرد خادمة، بل بطلة أنقذت حياته.

إرث من الحكمة والكنوز

بعد أن مات زعيم اللصوص، قرر علي بابا أن يفتح المغارة للمرة الأخيرة، ويأخذ منها ما يكفيه للعيش بكرامة. ثم أغلقها إلى الأبد. وعاش بقية حياته في سعادة وغنى، لكنه لم ينسَ الدروس التي تعلمها:

أن الطمع يقود إلى الهلاك

وأن الذكاء قد يهزم حتى أقوى الأعداء

وأن الأمانة والشجاعة هما أعظم كنز

ورث ابنه هذا السر، وأوصاه أن لا يفتحه إلا عند الحاجة القصوى، فبقيت مغارة الأربعين حرامي أسطورة تتردد على ألسنة الأجيال.

علي بابا

الأربعين حرامي

كنز المغارة

كلمة السر افتح يا سمسم

حكايات ألف ليلة وليلة

مغامرات تراثية

قصص عربية مشهورة

:إقرأ أيضا

قصة الأمير الذكي كاملة مكتوبة ، قصص تربوية ممتعة للأطفال