حكاية من قلب المثل الشعبي المغربي
المثل المغربي القديم كيقُول: "طاحت الصمعة، علقو الحجام". مثل ساخر، لكنه كيعبر على واحد الواقع اللي كيتكرر بزاف: ملي توقع شي مصيبة، كيقلبو على شي واحد كبش فداء، حتى ولو ما عندو علاقة بالقضية. فهاد القصة، غادي نسافرو مع حكاية فكاهية ومليئة بالعبر، على واحد الحجام مسكين، اللي تْصادْف مع كارثة ما كانش عندو فيها لا ناقة لا جمل، وتهرسات ليه الحياة بكلمة وحدة: "علقوه!"
قصة طاحت الصمعة، علقو الحجام | حينما يغلب الظلم المنطق!
الصمعة طاحت: بداية الكارثة
فواحد المدينة الصغيرة، كانت كاينة صمعة قديمة فوسط الجامع الكبير. هاد الصمعة كانت علامة ديال الفخر فهاد البلاد، والناس كيتباهاو بيها قدام الزوار. لكن مع مرور السنين، ما بقاتش كتجيها الصيانة، وبدا فيها التّشققات. ورغم تحذيرات بعض البنّايين، المسؤولين ما كانوش كيعطيو أهمية للأمر.
فنهار مشؤوم، والناس فالسوق، سمعو دوي كبير، طـــــــاحَتْ الصمعة! حجار كبار تناثرو، والغبار غطى المكان، والصراخ عمّ الزنقة.
التحقيق المفبرك: خاص شي واحد يتعلق
المسؤولين تزادو في الرعب، وخافو يطيح عليهم اللوم. بداو كيقلبو على سبب، على شي واحد يتحمل المسؤولية، باش يبردو بيه غضب الناس.
واحد من الكبار قال: "ما يمكنش الصمعة طاحت بوحدها! راه خاصنا نعرفو شكون السبب!" واحد آخر جاوب: "آه، ولكن خصنا شي واحد نعلّقوه، الناس كيبغيو يشوفو شي راس يطيح!"
الحجام اللي جا فالطريق
فوسط هاد الهرج والمرج، كان كاين واحد الحجام مسكين، سميتو علال، خارج من الدرب ديالو، شايل معاه صندوق الأدوات ديالو، ناوي يدير دورة على الزبناء. فجأة، شدوه جوج عسكر، وقالو ليه: "راك أنت السبب فلي طاح!" "أنا؟ علاش؟" "حيت كنتي كتقصّ شعور الناس حدّا الجامع، وشوشتينا من نيتنا، وربما عاقبنا الله بسببك!"
الحجام تصدّم، وبدا كيهضر: "وا عباد الله! شنو دخلني؟ الصمعة طاحت حيت هِيَا قديمة، ماشي على خاطري!" لكن ما كانش اللي يسمع ليه، القرار طاح: "يعلقو الحجام!"
الساكنة كتعرف الحقيقة
الناس فالسوق ما صدقوش القرار. شي كيضحك وشي كيبكي. واحد الشّايب قال: "واش الصمعة طاحت، وعلقو الحجام؟ راه باينة هادي مسرحية!" لكن ما كان لا صوت كيعلو على صوت السلطة.
كلشي بدا كيتفرج فالمسرحية السوداء، والحجام كيتجر فالحبل بحال مجرم، وهو بريء.
الفقيه اللي قال كلمة الحق
فهاد اللحظة، خرج الفقيه ديال الجامع، اللي كان معروف بالحكمة. وقف وسط الناس، وقال: "راه اللي طاحت هي الصمعة، واللي خاص يتحاسب هو اللي خلاها تهترى، ماشي الحجام. واللي ساكت على الظلم، راه شريك فيه!"
الكلمة ديالو وصلات لقلوب الناس، وبداو كيهضرو، وكيطالبو بإطلاق سراح الحجام.
ردة فعل المسؤولين: الخوف من الغضب الشعبي
المسؤولين حسو بالخطر، وقالو: "إيوا واخا، نْحققو مزيان،" وبدلو السيناريو: "راه غلطنا، الحجام بريء، وغادي نفتح تحقيق شامل." وبدلو الواجهة باش يبردو الغضب، لكن كلشي كان عارف أن القصة كانت مسرحية، ضحيتها واحد مسكين ما دار والو.
الحجام ودرس الحياة
الحجام رجع لدربو، ولكن ما بقاتش الحياة كيف ما كانت. ولا كيتفادى المّارة، ولا كيلبس قب كبير، وما كيبقاش يهضر بزاف. كل مرة يسمع شي نكتة على الصمعة، كيتألم فصمت.
ومع ذلك، ولى الناس كيقولو: – "راه اللي دار الظلم، غادي يجي نهار يتفضح، وحتى الصمعة ملي طاحت، خلات لينا مثل ما يتنساش."
الخاتمة: المثل ماشي غير حكاية، راه رسالة
قصة طاحت الصمعة، علقو الحجام ماشي غير طرف من التراث الشعبي، بل هي مرآة لواقع كيعاود راسو فكل زمان ومكان. الظلم كيبقى ظلم، وحتى إلى تبدلات الوجوه، المغزى باقي هو هو: ملي تطيح الفأس، كيقلبو على أضعف واحد باش يعلقوه.
فالقصة ديال اليوم، الحجام ما كانش ضحية حادث، بل ضحية واحد المنظومة ديال الظلم والخوف من الحقيقة.
والعبرة: ماشي كل واحد تعلّق راه مذنب، وماشي كل من صفق راه فاهم.
قصة طاحت الصمعة، علقو الحجام | حكاية مغربية شعبية | مثل شعبي مغربي | قصص مغربية بالدارجة | قصص الظلم | قصص وعبر مغربية | تراث شفوي مغربي | حكايات زمان