الكسل طريق الضياع أم بداية للتغيير؟
في كل بلدة من بلدات الزمان القديم، نجد حكاية تُروى على لسان الحكماء لتحمل في طيّاتها عِبرة عظيمة. وقصتنا اليوم تدور حول شابٍ كسول لم يعرف للجدّ طعماً ولا للعمل قيمة. لكنه، وعلى غير العادة، سيجد نفسه وجهاً لوجه مع أعظم اختبار في حياته، عندما يدخل في تحدٍ غريب مع سلطان حكيم، فهل سيتغير مصيره؟ تابع لتكتشف.
قصة الكسلان وتاج السلطان: كيف غيّرت حكمة سلطان مصير شاب مستهتر
شاب اسمه نعيم، لا يحلم إلا بالنوم!
كان نعيم يعيش في قرية صغيرة عند أطراف المملكة. شاب في مقتبل العمر، لكنه اشتهر بين الناس بلقب "الكسلان". لا يستيقظ إلا بعد الظهر، ولا يعمل إلا إذا اضطُر، وحتى حينها، كان يشتكي ويتذمر.
كلما نصحه أحد بالجد والاجتهاد، أجاب:
"الدنيا راحة، والعمل ما هو إلا عذاب لا طائل منه."
كان والده شيخًا كبيرًا يعمل بالزراعة، يحاول أن يعلمه قيمة العمل، لكن بلا جدوى. فـنعيم يرى أن الحياة قصيرة، ويجب أن تُقضى في الراحة والاسترخاء!
إعلان السلطان الغريب: "من يستحق تاجي؟"
ذات يوم، صدر مرسوم سلطاني وصل إلى كل القرى:
"من يأتي بقصة نادرة وحكمة مفيدة، قد ينال شرف الجلوس معي… وربما حتى تاجي!"
اهتزت المملكة كلها، فالسلطان معروف بعدله وكرمه، لكنه لم يكن يُقدم على خطوة مثل هذه إلا إذا كانت وراءها غاية عميقة.
تحمّس الناس، وبدأ الشعراء والرواة والتجار وحتى الأطفال، في التحضير لأفضل القصص والحكم. أما نعيم؟ فقد قال:
"لو كنت أريد، لأبهرت السلطان بقصة لا تُنسى، لكن، من سيقطع كل هذا الطريق؟ دعهم يتعبون."
لكن كلمات صديق طفولته، بشير، غيّرت كل شيء حين قال له:
"لا تشتكِ من قلة الحظ، وأنت لم تخطُ خطوة لتغيّر قدرك."
قرار مفاجئ: الكسلان يبدأ الرحلة!
لأول مرة في حياته، يشعر نعيم أن كلماته تُحدث صدىً داخله. فكر، ثم قال لنفسه:
"لم لا أجرب؟ الرحلة إلى قصر السلطان قد تكون آخر فرصة لإثبات نفسي."
وفي صباح اليوم التالي، ودّع أهله، وحمل معه حقيبة بسيطة، وانطلق في طريقه الطويل إلى العاصمة.
لم تكن الرحلة سهلة على شاب اعتاد الراحة. تعثّر، تعب، وجاع، لكنه للمرة الأولى قاوم. وشيئًا فشيئًا، بدأت ملامحه تتغير، وبدأ يقدّر قيمة الجهد والاعتماد على النفس.
اللقاء المُنتظر: نعيم يقف أمام السلطان
بعد أيام من السير والتعب، وصل نعيم إلى القصر الملكي. كان في انتظاره عدد كبير من المتسابقين، وكل منهم يحمل قصة وأملًا في نيل التاج.
وقف أمام السلطان، الذي قال له:
"ما قصتك أيها الشاب؟"
ابتسم نعيم وقال:
"قصتي تبدأ من فراش الكسل، وتنتهي على أبواب قصركم يا مولاي."
روى نعيم قصته بصدق: كيف كان كسولاً، وكيف تحولت الرحلة في حد ذاتها إلى الدرس الأهم. لم يُقدّم حكمة محفوظة ولا قصة خيالية، بل حكى عن تجربة شخصية صادقة، مملوءة بالعثرات واليقظة.
الحكمة التي قلبت الموازين
أُعجب السلطان بما سمع، ثم قال له:
"قصتك لم تكن الأجمل من حيث البيان، لكنها كانت الأصدق من حيث العبرة. وقد فهمت مغزاها: أن الطريق، لا الهدف، هو من يصنع الرجل. ولهذا، سأُهديك ليس تاجي، بل ما هو أثمن منه، فرصة!"
أمر السلطان أن يُعيَّن نعيم مشرفًا على مدرسة الشباب، يُعلّمهم ما تعلّمه بنفسه: كيف يتحول الكسل إلى حافز، والتعب إلى شرف.
من "نعيم الكسلان" إلى "الأستاذ نعيم"
عاد نعيم إلى قريته بعد أشهر، لكنه لم يكن كما كان. صار ينهض باكرًا، يكتب، يُدرّس، ويشجع الأطفال على العمل والاجتهاد. وصار يُعرف بـ"الأستاذ نعيم"، وقدوة لكل من يظن أن التغيير مستحيل.
وفي كل مجلس، كان يقول لتلاميذه:
"لا تنتظروا فرصة مثل تاج السلطان لتتغيروا، ابدؤوا التغيير من داخلكم، قبل أن يطرق الفرص بابكم."
الكسل وعواقبه
قصص تغيير الذات
عبرة من قصص الكسلان
قصة تحفيزية للأطفال
قصص عربية هادفة
كيف يتحول الكسل إلى نجاح
دروس من قصص الحكماء
قصة تغيير المصير