من بين القصص الشعبية اللي كتعيش عبر الأجيال، كاينة شخصية كتشد الانتباه دائما، وهي جحا. شخصية معروفة بالحيلة والذكاء، وبالمواقف المضحكة والمليئة بالحكمة. فهاذ القصة اللي بعنوان "قصة جحا ومول الحانوت"، غادي نكتاشفو موقف ساخر لكن فيه عبرة كبيرة، وهاد القصة مكتوبة بالدارجة المغربية، جحا، مول الحانوت، قصص مغربية، حكايات بالدارجة، جحا بالدارجة، قصص طريفة.
قصة جحا ومول الحانوت | حكاية طريفة بالدارجة المغربية للكبار والصغار
جحا والجيب الخاوي
كان يا ما كان، فشي حي شعبي من أحياء المدينة، كان جحا كيسكن مع والدتو فدار بسيطة. نهار من الأيام، جاته رغبة ياكل شي حاجة حلوة، وقال مع راسو:
"راه خصني نمشي نشري شوية ديال التمر من عند مول الحانوت، راه الدار خاوية وما كاين ما يتكال."
خرج جحا، لابس جلابتو القديمة، وداك النعاس باقي فعيونو، ومشا عند مول الحانوت. ولكن، مشكلتو الوحيدة كانت هي الجيب خاوي. ما فيه لا ريال لا نص ريال، غير النية والزهر.
عند مول الحانوت
مول الحانوت كان راجل معروف فالحومة، كيبيع كلشي من التمر حتى للشمع والصابون. كيشوف جحا داخل عليه مبتسم ومرتاح، قال ليه:
"آش خبارك آ جحا؟ شنو طالب اليوم؟"
جحا جاوبه ضاحك:
"بغيت غير شوية ديال التمر، باش نداوي خاطري!"
مول الحانوت بدأ كيدير ليه شوية فالميزان، ولكن سولو:
"وش عندك باش تخلص آ خويا؟"
جحا جاوبه ببساطة:
"ما عنديش دابا، ولكن عندي نية صافية وزهر كبير."
الحيلة ديال جحا
مول الحانوت وقف الميزان وقال:
"راه التمر ما كيتباعش بالنية، خاص الدراهم!"
جحا جاوبه:
"أنا غادي نخلصك ولكن بطريقة جديدة."
مول الحانوت تخلع وقال:
"شنو هاد الطريقة الجديدة؟"
جحا شد نفس عميق وقال:
"شوف، أنا غير نشم ريحة التمر، ونتا تْسمع صوت الدراهم. أنا نشم، وانت تسمع، وكل واحد يستافد!"
مول الحانوت غضب وقال:
"كتضحك عليا؟ واش كاين شي واحد يخلص بالريحة؟"
حُكم الحومة
تجمعو الجيران وبدو كيضحكو على الموقف، وكلشي بغى يعرف كيفاش غادي يسالي هاد الشي. جحا ناض وقال:
"آ سادة، نعرض عليكم الحكم، أنا غادي نخلي مول الحانوت يسمع صوت النقود بلا ما ياخذهم، كيفما أنا شميت ريحة التمر بلا ما نديه."
خرج جحا ريال من جيب سروالو اللي كان مخبيه من الأول، وضربو فالطابلة باش يخرج الصوت وقال:
"ها الصوت! سمعتيه؟ هادي هي خلصتك!"
الجيران تصفقو وقالو:
"هادي هي الحكمة ديال جحا! خلّى مول الحانوت يسمع صوت الفلوس بلا ما يديه، بحال كيفما هو خلاه يشم ريحة التمر بلا ما يديه!"
الموعظة وراء الضحك
مول الحانوت ما بقى عندو ما يقول، غير بقى يضحك وقال:
"صافي آ جحا، انت ربحتي الجولة!"
جحا جاوبه:
"ماشي غير الجولة، حتى الابتسامة، والناس كلها ضحكات."
وهكذا مشا جحا فحالو، ما شرا التمر وما خسر والو، ولكن خلّى ضحكة كبيرة فالحومة، وعبرة لكل واحد بغا يربح بلا ما يتعب.
الضحك اللي فيه حكمة
قصة جحا ومول الحانوت ماشي غير حكاية مضحكة، ولكن فيها رسالة. فيها درس كيقول لينا:
"ماشي كلشي كيتقاس بالفلوس، وكاين طرق باش تواجه المواقف بذكاء وفطنة."
هاذ القصة من القصص اللي كتجمع بين الفكاهة والحكمة، ومكتوبة بطريقة مبسطة ومفهومة لجميع الأعمار، ومناسبة للقراءة في الجلسات العائلية، المدارس، أو حتى للمواقع اللي كتهتم بـ القصص المغربية بالدارجة.
مول الحانوت كيقرر يرد الصاع
بعد ما مشى جحا وهو فرحان بالحيلة ديالو، مول الحانوت بقى كيغلي من الداخل. قال مع راسو:
"آش هاد العار! جحا ضحك عليا قدّام الناس! خصني نلقا طريقة نرد بيها الاعتبار ديالي."
وفالحقيقة، مول الحانوت ما كانش راجل حقود، ولكن الكبرياء ديالو ما خلاهش يسكت. خطط فصمت، وقال:
"غادي نربح الجولة الجاية، وبالطريقة ديال جحا."
دعوة الغداء فيها الحيلة
من بعد نهارين، مشى مول الحانوت عند جحا وقال ليه:
"آ جحا، سمح ليا! بغيت نكفّر على داك الشي اللي وقع، وكنبغيك تجي تتغدى عندي نهار الجمعة."
جحا تعجب وقال:
"واش بصح؟ وهادي شي حاجة زوينة بزاف!"
مول الحانوت جاوبه:
"أجي وماغاديش تندم. هاد المرة نتا اللي غادي تشم، وأنا اللي غادي نسمع."
جحا ما فهمش الجملة مزيان، ولكن الجوع والفضول خلاه يوافق بلا تردد.
الغداء العجيب
نهار الجمعة، جحا دخل عند مول الحانوت فرحان، وجد الطاولة عامرة بالأطباق والمأكولات اللّي كتشهي. ولكن المفاجأة كانت فاش جلس، ولقا غير الروائح كتخرج من الطنجرة، بلا ما يكون فيها والو.
سولو متفاجئ:
"فين هو الماكلة؟!"
مول الحانوت جاوبه ضاحك:
"آ جحا، أنا عطيتك نفس اللي عطيتيني: شميت ريحة التمر، وأنا عطيتك تشم ريحة اللحم والطاجين!"
جحا تفاجأ، ولكن ما خلاش الموقف يعدى، وقال:
"برافو آ مول الحانوت! راك تعلّمت الحيلة، ولكن غادي نوريك حلقة جديدة من المسلسل."
الحكماء الجدد
من بعد الموقف، تقرر تعقد جلسة عند القايد باش يحكمو فهاذ الحرب ديال النكت والروائح. تجمعو الشيوخ، والقايد سمع القصة من الطرفين. ضحك القايد وقال:
"صراحة، نتما بجوجكم عباقرة، ولكن هاد الحرب خاصها تسالي بشي عبرة."
جا جحا وقال:
"سيدي القايد، خلينا نبدلوها لمسابقة ديال النكت، وكل مرة يربح شي واحد، يعطيه الآخر ريال."
مول الحانوت وافق، وبدات السهرة فكأنها مسابقة رسمية.
جائزة الضحك الكبرى
فوسط الضحك، بدا جحا كيسرد نكتة، ومول الحانوت كيرد بنكتة أخرى، حتى الناس بداو يجتمعو، وكثر الضحك، وكل واحد بدا يعطي الآخر ريال، حتى تجمعو الريالات فصندوق صغير.
القايد قال:
"كلشي خرج رابح: الضحك رجع للحومة، والنية رجعت بين الناس، وجحا ومول الحانوت رجعو صحاب."
نهاية ولكن فيها بداية
جحا ومول الحانوت قررو يديرو ساحة صغيرة قدام الحانوت، سموها "زاوية الحكمة والضحك"، وكل أسبوع كيجتمعو فيها الناس باش يسمعو حكايات ونكت، وكيستافدو من المواقف.
جحا قال للناس:
"الحيلة ماشي ديما للضحك، أحيانًا كتكون دواء، ومرات كتكون مرآة كتعكس لينا الواقع."
مول الحانوت زاد:
"وأنا تعلمت أن الضحك اللي فيه حكمة، كيعيش أكثر من أي سلعة كتتباع فالحانوت."
قصة جحا ومول الحانوت ماشي غير قصة طريفة، ولكن ملحمة صغيرة كتعلّمنا بزاف:
كيفاش نواجهو المواقف بذكاء.
كيفاش نحولو الخلاف إلى ضحك.
وكيفاش نعيشو ببساطة، ولكن بعمق.
فهاد العالم اللي كيعج بالهموم، قصص جحا كتجينا بحال نسمة ديال الانتعاش، كتفرح القلب وتغدي العقل.