مول الطاحونة والكنز المخبّي | حكاية مشوّقة من أعماق البادية المغربية
في أعماق البادية المغربية، وسط التلال والرّياح اللي كتحمل ريحة الزعتر والبخور، كانت طاحونة قديمة كتدور بلا كلل، مملوكة لراجل كيقول عليه الناس "مول الطاحونة". هاد الطاحونة ماشي غير مكان للطحن، ولكن كانت كتخبي فسرّ كبير عمر شي حد ما تخيّلو. فهاد القصة، غادي نغوصو فحكاية غامضة، ممزوجة بالحيلة، الحكمة، والطمع، وكيفاش كنز مخبّي قلب الموازين، وبدّل حياة مول الطاحونة وكل سكان الدوّار.
مول الطاحونة، راجل ساكت وذكي
مول الطاحونة كان سميتو "الجيلالي"، راجل خمسيني، ساكت، عينو زرقين بحال السماء نهار صافي، ووجهو دايمًا مغبر من الطحين. كان عايش بوحدو وسط طاحونة حجرية قديمة، خدام عليها من صغرو. الناس فالدوّار كانو كيجيبو ليه الزرع، وكيآمنو بيه حيث كان ديما أمين، ما كيظلم حد، وما كيعطيش لسانو فالهدرة.
كانو كيقولوا عليه: "الجيلالي ماشي بحال الناس، راه عندو عقل ديال الذهب، وسكاتو فيه حكمة". ولكن ما كيعرفو أن السكات ديالو، كان كيخبي أسرار كبار.
سرّ الطاحونة المهجورة
فليلة من ليالي الشتاء، وهو كينظف زوايا الطاحونة، طاح عليه حجر من الحيط، بان ليه تحته باب صغير من خشب مهترئ. تخلّع، ولكن الفضول كان أقوى من الخوف. جبد فانوس صغير، وفتح الباب بحذر. لقى نفق ضيق، كينزل تحت الأرض.
هبط ببطء، والقلب ديالو كيدق بحال طبل. وسط النفق، لقى صندوق حديدي كبير، ومغبر، وفيه نقش غريب مكتوب فيه:
"اللي يلقى هاد الكنز، يرد البال من لعنة الطمع، راه ما كل ذهب كيضوي".
حلّ الصندوق ولقى فيه عملات ذهبية، خواتم مرصّعة، ومخطوطات مكتوبة بالعربية القديمة.
بين الطمع والخوف
الجيلالي وقف بلا حركة، وعينيه ما كيحيدوش من الذهب. حسّ بالفرحة، ولكن فنفس الوقت، سمع صوت فودنيه كيقولو:
"رد بالك، راه كل كنز فيه تمن"
رجع للصندوق وسدّو، وخرج من النفق، كأن شي حاجة كتجرّو باش ما يتسرعش. من داك النهار، حياتو تبدّلات، ولكن ما شي بالطريقة اللي كان كيتمنّى.
بدى كيتردد كل ليلة على الكنز، كيشوفو، ولكن ما كيديش منّو. الطاحونة رجعات كتدور النهار كامل، ولكن فبالو غير الذهب. والناس بداو كيلحظو التغيير عليه: ما بقاش كيهضر، وجهو كحل، وعينيه فيهم ليل ما كيساليش.
الراعي الصغير والسرّ المكشوف
فنهار من نهارات الصيف، كان كاين ولد صغير سميتو "سعد"، راعي غنم، كيسرح قرب الطاحونة. لاحظ أن مول الطاحونة كيدخل بزربة فواحد الحفرة تحت الحيط. تبعو من بعيد، وشافو كيهبط فالنفق.
سعد رجع للدوّار وحكى لصاحبو، ومن ثمّا وصل الخبر للناس كاملين. بدات الشكوك، وبدات العيون كترصد.
واحد الليل، مجموعة من الشبان تقرّبو من الطاحونة، وبغاو يكتاشفو السر. ولكن فالباب، وقف ليهم الجيلالي، ووجهه صارم، وقال ليهم:
"اللي داخل للطاحونة، راه ما كيرجعش بحالو"
لعنة الطمع تضرب
بعض الشبان دخلو بالقوة، ولقاو النفق، وهبطو. لقوا الصندوق مفتوح، ودهب كيبرق، ولكن أول ما لمسو الذهب، الأرض تزلزلات، وطاحت الحيطان، وتسدّ الباب. الجيلالي، اللي كان كيشوف من بعيد، قال بخوف:
"لعنة الطمع وقعات،"
ومن داك النهار، الطاحونة سكتات، ما بقاتش كتدور. وسكان الدوّار بقوا كيقولوا:
"مول الطاحونة تاه فالكنز، ولكن ما خسرش روحو، حيث عرف يوقف فوسط الطريق، أما اللي طمع، تبلعو الذهب".
العبرة من الحكاية
مرت سنين، والناس ما بقاتش تقرّب من الطاحونة. ولّي ما سمعش القصة، كان يسمعها من الجدود، فالمواسم، ولا فليالي الشتاء، قدّام النار.
كانوا دايمًا كيردّدو:
"مول الطاحونة لقاه الكنز، ولكن لقاه قلبو قبل، أما اللي قلبو فاسد، راه الذهب يبلعو".
الذهب ماشي ديما نعمة
قصة مول الطاحونة والكنز المخبّي كتعلمنا أن الذهب ماشي ديما رزق، وأن الطمع كيعمّي العيون، واللي ما كيقدرش النعمة، ممكن تضيع منو وحتى حياتو.
الجيلالي عرف السر، وخبّاه، وخلى الطاحونة شاهد على زمان، باش الناس تتعلم منو وترد البال من لعنة الطمع.
قصة مول الطاحونة
الكنز المخبأ في الطاحونة
حكاية مغربية بالدارجة
قصة طويلة باللهجة المغربية
قصص غامضة من البادية
حكايات مغربية تقليدية
لعنة الطمع في القصص الشعبية
كنوز مدفونة في المغرب
قصص وعبر مغربية