قصة اللِّي فرّط يكرّط | عبرة من الزمن ما تتنساش
القصص الشعبية المغربية كتخبي فطياتها حِكم ومعاني كبار، وتقدر تكون مرآة لحياتنا اليومية. وحد القصة اللي دازت بين الناس جيل بعد جيل، هي قصة "اللِّي فرّط يكرّط"، لي كتعبّر على الندم بعد فوات الأوان، وكيفاش الإنسان يقدر يخسر كلشي بسبب التسرّع أو قلة الوعي. فهاد القصة، غادي نحكيو على "سعيد"، شاب كان عندو الذهب فإيديه وما عرف قيمتو حتى طارو منو.
قصة مغربية بالدارجة، قصة شعبية مغربية، قصة فيها حكمة، عبرة من الحياة، قصة اللِّي فرّط يكرّط
سعيد والرزق اللي جا من السماء
كان يا ما كان، فواحد الدوار صغير وسط جبال الأطلس، ساكن شاب سميتو سعيد. كان معروف بين الناس بالأخلاق الطيبة والصوت الحنين، ولكن كان عندو عيب كبير: ما كيعرفش قيمة الحاجات حتى يضيعو منو. ورث سعيد فلاحة صغيرة من والديه، وزاد عليها خرفان وبقرات، ودار زوينة فوسط الحقل.
الناس كانت كتقول عليه: "واش هاد سعيد محظوظ ولا مالو؟ كلشي كيتسهل ليه!"، ولكن هو، مكانش واعي بالقيمة ديال داك الخير اللي عندو. كان دايمًا يقول: "الدنيا طويلة، ومزال الوقت بزاف"، وكيضيع الوقت فالسهر واللعب.
الغرور بداية السقوط
سعيد بدا يتبدل، وولّى يشوف الناس اللي كتخدم وتعرق على رزقها بنظرة فوقية. كيقوليهم:
"واش باقيين كتحفروا فالأرض؟ راه زمان تبدّل، أنا غادي نبيع الأرض ونمشي للمدينة، نعيش عيشة الملوك!"
حاول بزاف من الناس يعقلوه، ومنهم العم مبارك، راجل كبير حكيم، قال ليه:
"يا وليدي، الأرض اللي كتخلّيها اليوم، غادي تبكي عليها غدا. اللِّي فرّط يكرّط، وخير اليوم ماشي بحال خير الغد".
ولكن سعيد، كان كيضحك، وكيقول:
"ماشي أنا هداك اللي كيكرّط، أنا سعيد، ولد الحظ".
المدينة وأوهام النجاح
باع سعيد الأرض، وباع الماشية، وحتى دار الوالدين خلاها خاوية. شرا طوموبيل غالية، ودار فمدينة كبيرة، وبدى يعيش حياة الصهارات والمظاهر.
فالأيام اللّولى، كان كيحس براسو ملك، كلشي كيهدر عليه، كلشي كيتقرب ليه. ولكن الفلوس كتسالي، والناس كتبدّل وجهها، وفاش بدات المصاريف كتكثر، ومداخيله كتقل، بدا سعيد كيحس بالخطر، ولكن فات الفوت.
طاح فديون، وولّى يبيع الطوموبيل، وحتى الدار لي شرا، خداها البنك. ولقى راسو فزنقة، بلا سقف ولا معين.
الندم اللي كيجي متأخر
فواحد الليلة باردة، كان سعيد جالس فحديقة، وكيشوف السماء، ودموعو كتسيل. بدا كيهدر مع راسو:
"آش درت براسي؟ كيفاش خليت كل داك الخير؟ علاش مغرّنيش غرور الدنيا؟"
تذكّر كلام العم مبارك، وتمنّى يرجع الوقت للور، ولكن الوقت لا يرحم، و"اللِّي فرّط يكرّط".
العودة للدوار ولكن.
بعد مدة، قرر سعيد يرجع للدوار، ولكن كلشي تبدّل. الأرض شراها واحد المستثمر، والدار تهرسات من الإهمال. العم مبارك مات، والناس نساتو.
بدا خدم فالبني، ومن تما بدا كيعاود يطلّع رزقو من جديد، ولكن بصعوبة. كان كل نهار، كيقسم بالله، أنه غادي يعلّم ولادو قيمة النعمة قبل ما تضيع.
الحكمة اللي خرج بها سعيد.
دازت السنين، وسعيد ولى راجل كبير، وعندو وليدات. ولى كيحكي ليهم كل ليلة القصة ديال "اللِّي فرّط يكرّط"، كيفاش ضيّع أرض، وضيّع دار، وضيّع حتى الناس اللي كانوا كيبغيوه، غير بسبب الطمع والغرور.
وكيختم القصة ديما بكلمة:
"اللي ما عرف قيمة النعمة، كتحولو نقمة... واحفظو دايمًا: اللِّي فرّط يكرّط!"
خلاصة القصة
قصة "اللِّي فرّط يكرّط" ماشي غير حكاية شعبية، ولكن درس عميق فالحياة. كتعلمنا نعرفو قيمة النعمة، ونشدو فيها قبل ما تضيع. لأن الفرصة اللي كتمشي، ما كتعاودش، والزمن ما كيرجعش اللور.
قصة مغربية مؤثرة، عبرة بالدارجة، قصة اللِّي فرّط يكرّط كاملة، حكاية شعبية، قصص دارجة تعليمية