قصة جحا في السوق: طرائف وحكم من ذكاء البساطة
مقدمة القصة
جحا شخصية شعبية مشهورة فالتراث العربي والمغربي، كيتعرف عليها الناس بالبساطة ديالها وبالطرائف اللي كيعيشها، واللي كتخلي كل واحد يسمع قصتو يضحك ويتعلم فآن واحد. ومن بين المواقف اللي بقات محفورة فالذاكرة، هي قصة جحا في السوق، وين عاش أحداث عجيبة وغريبة كتشبه حياتنا اليومية.
فهاد القصة غادي نغوصو فجو السوق، نصورو ازدحام الناس، نسمعو النداءات ديال البياعة، ونشوفو كيفاش جحا بتفكيرو المختلف قلب كلشي لصالحو، وخلا الناس يضحكو ويتعلمو حكم كبيرة.
جحا وقرار الذهاب للسوق
نهار مشمس، جحا قرر يمشي للسوق الكبير فالمدينة. كان محتاج يشري شوية ديال الحاجات: الخضرة، شوية لحم، وحبوب لدجاجاتو.
السوق كان معروف بالازدحام، بالضوضاء، وبالناس اللي كيتنافسو باش يبيعو سلعهم. كل واحد كيغني على ليلاه: هادا كيصيح الطماطم واجدة بثمن رخيص!، وهادي كتقول العسل الحر موجود، اللي بغى الجودة يقرب!
واحد آخر كيغني السمك طري بحال اللي تخرج دابا من البحر!
جحا دخل للسوق بابتسامة عريضة، وعارف أن اليوم ما غاديش يكون نهار عادي.
جحا وبائع الحمص
أول موقف صادفو جحا كان مع واحد البياع ديال الحمص.
جحا وقف قدامو وسولو: شحال كيلو الحمص آ صاحبي؟
البياع جاوبو: 10 دراهم للكيلو.
جحا شد حفنة ديال الحمص وقال ليه: هادي بشحال؟
البياع ضحك وقال: هادي ما كتوصل حتى نص درهم.
جحا دخل الحمص لفمو وقال: بارك الله، أنا شبعت، عطيتني نص درهم ديال الشبع بلا ما نصرف فلوسي.
الناس اللي كانو حداهم بداو يضحكو، والبياع بقا حاير فكيفاش يجاوب. وهنا بان أسلوب جحا: الضحك الممزوج بالحكمة.
جحا وبائع التفاح
من بعد مشى جحا عند واحد البياع ديال التفاح. التفاح كان زوين وكيشهي.
سولو جحا: شحال الثمن ديال هاد التفاح الزوين؟
البياع قال: الثمن ديالو 15 درهم للكيلو.
جحا قال ليه: آش هاد الغلا؟ هاد التفاح واش فيه دواء ولا كيحيي الموتى؟
الناس بداو يضحكو، والبياع ما عرف واش يجاوب بالجد ولا بالمزاح. جحا بقى يزيد فالكلام وقال: إيوا خلي التفاح عندك، أنا غادي نشري اللوبيا اللي كتسمن وكتشبع!
جحا والميزان المخادع
جحا كمل جولتو حتى وقف عند واحد البياع اللي معروف بالغش فالميزان. كان كيدير الميزان ديالو ناقص باش يربح فالبيع.
جحا لاحظ هادشي من بعيد وقال فخاطرو: اليوم نوري هاد الغشاش شكون هو جحا.
قرب عندو وقال: بغيت كيلو قمح.
البياع كالة الكيلو وحطو، ولكن جحا لاحظ النقص.
جحا قال ليه: آش هادا؟ هاد القمح ناقص.
البياع قال: لا خويا، الميزان ما كيكذبش.
جحا جاوبو بابتسامة: إيوا ميزانك اللي كيكذب، حتى أنا غادي نكذب ونقولك خلصت، وانت صدق.
الناس تجمعو وبداو يصفقو لجحا، والبياع حمر وجهو وما عرف فين يخبى.
جحا والحمير فالزحام
وهو خارج من السوق، جحا لقا زحام كبير ديال الحمير اللي محملين بالخضر والفواكه. الناس ما قادراش تدوز، كلشي عيا من الصياح.
جحا بدا يعيط بصوت عالي: ردو بالكم! واحد الحمار ضاع وسط الزحام! الناس بداو يتلفتو على الحمير ديالهم وكيجريو عليهم باش يتأكدو واش حميرهم ما ضاعوش.
فهاد اللحظة جحا استغل الفرصة وداز بكل هدوء وسط الزحام. ملي خرج، قال بصوت مسموع: إيوا الحمير كاملين هنا، اللي ضاع هو العقل اللي ما خلاكمش دوزو بانتظام.
الحكمة من قصص جحا فالسوق
القصص اللي دارها جحا فالنهار ديالو فالسوق ماشي غير طرائف مضحكة، ولكن كتحمل حكم كبيرة:
القناعة كنز: ملي شبع من حفنة حمص بلا ما يشري بزاف.
انتقاد الغلاء: ملي رفض يشري التفاح الغالي وفضل اللوبيا.
محاربة الغش: ملي فضح البياع اللي كيغش فالميزان.
الذكاء فالمواقف: ملي لقا حل باش يخرج من الزحام ديال الحمير.
جحا ما كانش غير إنسان مضحك، ولكن كان مدرسة فالذكاء الشعبي، كيعلم الناس بالقصة والنكتة، وبطريقة سهلة قريبة للقلب.
خاتمة القصة
وهكذا سالات قصة جحا في السوق، اللي علماتنا بزاف ديال الحوايج. جحا خلا لينا إرث كبير ديال الطرائف، ولكن كل طريفة وراها حكمة. فالحياة اليومية ديالنا كنلقاو بزاف ديال المواقف بحال اللي عاشها جحا: الغلاء، الغش، الزحام، واللي خاصنا نواجهوها بالذكاء، بالصبر، وبالضحكة اللي كتخلي الهم يخف.
جحا بقى رمز شعبي كيعكس الروح المرحة ديال الناس البسطاء، واللي كيعلمونا أن حتى أبسط تصرف يقدر يحمل معنى كبير.