📁 جديد القصص

قصة سالم ومسابقة الرسم: لا تغش لتفوز

قصة سالم ومسابقة الرسم: لا تغش لتفوز

في عالم الطفولة حيث تتفتح العقول وتزدهر المواهب، نجد أن كل موقف صغير يمكن أن يحمل درسًا كبيرًا يبقى أثره مدى الحياة. من بين هذه المواقف، قد تكون مسابقات الرسم للأطفال فرصة رائعة لإبراز الإبداع والخيال، لكنها أيضًا اختبار خفي لقيم الصدق والأمانة. في هذه القصة، سنتعرف على الطفل سالم الذي خاض تجربة مليئة بالدروس حول الأمانة وعدم الغش، وكيف تعلّم أن الفوز الحقيقي لا يكون إلا بالجد والاجتهاد.

 

بداية الحلم: إعلان المسابقة

في صباح مشرق، علّقت إدارة المدرسة إعلانًا كبيرًا على لوحة الإعلانات في ساحة المدرسة. كان الإعلان يحمل عنوانًا لامعًا: مسابقة الرسم الكبرى: أرسم حلمك.

وقف التلاميذ أمام اللوحة يتأملون التفاصيل بحماس، فقد أعلنت المدرسة عن مسابقة فنية بمشاركة جميع الطلاب، وسيتم اختيار ثلاثة فائزين تُعرض لوحاتهم في معرض خاص، مع جوائز قيمة تنتظرهم.

سالم، الطفل ذو العشر سنوات، كان شغوفًا بالرسم منذ صغره. لطالما جلس لساعات طويلة يرسم الطبيعة، الأشجار، الطيور وحتى أحلامه الصغيرة. حين قرأ الإعلان، تملّكه شعور بالفرح، وقال لنفسه: هذه فرصتي لأثبت أنني مميز.

تشجيع العائلة على المشاركة

عندما عاد سالم إلى بيته، أسرع ليخبر والديه بالمسابقة. ابتسم الأب قائلاً: يا بني، هذه فرصتك لتُظهر موهبتك، لكن تذكّر أن الأهم ليس الجائزة، بل أن ترسم بإخلاص وتستمتع بما تفعل.

أما الأم، فقد أحضرت له ألوانًا جديدة ودفتر رسم خاصًا، وقالت: اجعل كل لوحة تعبّر عن قلبك وصدقك، فالفن الحقيقي يولد من الروح.

شعر سالم بالفخر والحماس، وبدأ يفكر: ماذا سأرسم؟ وكيف سأجعل لوحتي مختلفة؟

بداية التحدي: البحث عن الفكرة

جلس سالم في غرفته يتأمل الورقة البيضاء أمامه. فكر كثيرًا: هل يرسم الطبيعة الخضراء؟ أم يرسم مدينة حديثة مليئة بالتكنولوجيا؟ أم يرسم حلمه بأن يصبح فنانًا مشهورًا؟

بعد لحظات من التفكير، قرر أن يرسم لوحة عن السلام والأمل. تخيّل أطفالًا من جنسيات مختلفة يمسكون بأيدي بعضهم، وتعلو السماء قوس قزح مليء بالألوان الزاهية.

ابتسم سالم وقال: هذه اللوحة ستجعل كل من يراها يشعر بالبهجة.

لحظة الضعف: فكرة الغش

في اليوم التالي بالمدرسة، جلس سالم مع صديقه مازن. كان مازن معروفًا بحبه للمنافسة الشديدة. قال مازن بصوت منخفض: سالم، لماذا تتعب نفسك بالتفكير والرسم؟ يمكننا أن نأخذ رسومات جاهزة من الإنترنت ونطبعها، ثم نُدخل عليها بعض التعديلات، لن يلاحظ أحد!

تردد سالم، فقد شعر أن الفكرة قد توفر عليه الوقت والجهد، وربما تزيد فرصته للفوز. لكن في أعماقه كان هناك صوت آخر يهمس: الغش لا يمكن أن يصنع فنانًا حقيقيًا.

الصراع الداخلي: بين الأمانة والغش

قضى سالم ليلة طويلة يفكر. تخيل نفسه يفوز بالمسابقة بلوحة ليست من صنعه، فهل سيشعر بالسعادة؟ أم أنه سيشعر بالذنب؟

تذكر كلمات أبيه: الأهم أن ترسم بإخلاص وتستمتع بما تفعل. وتذكر كلمات أمه: الفن الحقيقي يولد من الروح.

ابتسم وقال: لن أغش أبدًا، سأرسم لوحتي بيدي، حتى لو لم أفز.

يوم المسابقة: عرض اللوحات

حان اليوم المنتظر، واجتمع التلاميذ في قاعة كبيرة مليئة بالألوان واللوحات المبهرة. كان هناك لوحات عن الطبيعة، وأخرى عن المدن، وبعضها عن أحلام الطفولة.

وقف سالم أمام لوحته التي رسمها بكل حب: أطفال من أعراق مختلفة يضحكون ويمسكون بأيديهم، وخلفهم سماء مضيئة بألوان قوس قزح.

حين نظر المعلمون إلى لوحته، لاحظوا الصدق والبساطة في الرسم، ورأوا كيف أن الألوان تعبر عن مشاعر نقية.

المفاجأة: اكتشاف الغش

بينما كان الحاضرون يتجولون بين اللوحات، لاحظ أحد المعلمين أن لوحة مازن مشابهة تمامًا لصورة موجودة على الإنترنت. وبعد التدقيق، اكتشفوا أن مازن لم يرسم لوحته بنفسه، بل قام بنسخها وتعديلها.

أعلنت لجنة التحكيم أن الغش مرفوض، وتم استبعاد مازن من المسابقة. شعر سالم بالراحة لأنه لم يستمع إلى نصيحة صديقه، وأدرك أن الأمانة أهم من أي جائزة.

إعلان النتائج: الفوز الحقيقي

وقف المدير أمام الطلاب ليعلن أسماء الفائزين. وحين نطق باسم سالم كأحد الثلاثة الأوائل، امتلأ قلبه بالفرح. لم يكن الفوز مجرد جائزة، بل كان تأكيدًا على أن الصدق والاجتهاد طريق النجاح.

قال المدير أمام الجميع: اليوم تعلمنا أن الفن ليس مجرد ألوان على ورق، بل هو رسالة تحمل الصدق. والفائز الحقيقي هو من يبدع من قلبه، لا من يغش ليصل.

صفق الجميع بحرارة، وابتسم سالم بفخر، ليس لأنه فاز فقط، بل لأنه تمسّك بقيمه ولم يخضع لإغراء الغش.

الدرس المستفاد: لا تغش لتفوز

عاد سالم إلى بيته، وهو يحمل جائزته وابتسامة لا تفارقه. جلس مع والديه وقال: لقد تعلمت اليوم درسًا عظيمًا، الفوز ليس بالجائزة، بل بالشعور أنني قدمت شيئًا من نفسي بصدق. الغش قد يجعل الإنسان يربح لحظة، لكنه يخسر احترام نفسه إلى الأبد.

احتضنه والده وقال: أحسنت يا بني، هذه هي الروح التي تصنع قادة المستقبل.

خاتمة القصة

تُعلمنا قصة سالم ومسابقة الرسم: لا تغش لتفوز أن النجاح الحقيقي لا يأتي إلا من الاجتهاد والصدق. الغش قد يمنح الإنسان مظهرًا زائفًا للانتصار، لكنه يسرق منه السعادة الحقيقية. الأطفال بحاجة إلى أن يتعلموا منذ الصغر أن الأمانة أساس كل إنجاز، وأن الفن والإبداع يولدان من القلب النقي.

وهكذا تبقى رسالة هذه القصة واضحة:
لا تغش لتفوز، افز بصدقك، فذلك أعظم انتصار.

 مسابقة الرسم، قصة أطفال عن الأمانة، لا تغش لتفوز، الصدق في النجاح، قصص تربوية للأطفال، دروس عن الصدق، قصص عن الغش والأمانة، قصة سالم.