قصة لالة ميمونة الحنينة: حكمة الخير اللي ما كيتنساش
فالمغرب، بلاد الحكايات والعبر، ديما كاينين قصص كتورّث من جيل لجيل. من بين هاد القصص كاينة حكاية مشهورة على لالة ميمونة الحنينة، مرا كبيرة معروفة بالخير والكرم والابتسامة اللي ما كاتفارقهاش. الناس ديال القبيلة كاملين كيعرفوها وكيعتابروها بحال الأم ديال الجميع، حيت ما عمرها بخلات على محتاج ولا ردات شي واحد خاوي اليدين.
هاد القصة ماشي غير حكاية، بل هي درس فالحياة كيبيّن لينا باللي الحنان والكرم كيخليو الأثر ديالهم باقي حتى من بعد ما كيمشيو الناس.
لالة ميمونة والدار العامرة بالخير
لالة ميمونة كانت ساكنة فواحد الدوار بعيد وسط الحقول الخضرا. دارها صغيرة، ولكن عمرها بالبركة. كل صباح كتفيق بكري، كتسخّن الخبز فالفران الطيني، وكتطيب الشاي بالنعناع، وكتخلي الباب محلول لكل واحد باغي يدخل ياخد قسمة من الزاد.
الناس كانوا كيقولو: دار لالة ميمونة ما كتساليش، الخبز ديالها بحال البحر ما كيتقضاش، حيت كيفما جا الزائر كيخرج شبعان وفرحان.
لقب "الحنينة" اللي ما جاش من فراغ
ماشي غير الكرم اللي عطاها لقب الحنينة، ولكن حتى القلب الكبير ديالها. كانت كتسول على كل واحد:
اليتامى كتلمهم بحال ولادها.
المرضى كتعاونهم بالعلاج والأعشاب.
وحتى الغربا اللي ما عندهم حد فالدوار، كتستقبلهم وتوجد ليهم ما ياكلو وينعسو.
كل واحد كيدوز من عندها كيبقى يحكي على الحنان ديالها، حتى ولى اسمها رمز للخير فالمنطقة كاملة.
المحنة اللي عرات معادن الناس
واحد النهار جا موسم صعيب بزاف. ما جات لا شتا لا حصاد، والجفاف شد القبيلة كاملة. الناس بداو كيعانيو من القلة والجوع، وكثير منهم ولى كيدوّر على شي لقمة تسد الرمق.
فهاد الظروف، بزاف ديال الناس ولاو كيبخلو وما كيبغيوش يعاونو بعضياتهم. ولكن لالة ميمونة بقات على نفس العادة، كتفرق اللي عندها بلا حساب، حتى إلا ما بقا عندها والو.
الجار الطماع اللي بان وجهو الحقيقي
كان فالدوار واحد الراجل معروف بالطمع والأنانية، سميتو عزوز. هاد عزوز كان ديما كيسخر من لالة ميمونة ويقول: شكون غادي ينفعك هاد الخير ديالك؟ راه الناس ما كيشكروش!
ولكن ملي وقع الجفاف، هو اللول اللي جا كيدق باب دارها باش تطعمو ولادو. وبلا ما تسولو ولا توبخو، لالة ميمونة دخلاتو وعطات لولادو خبز وسمن، وقالت ليه بابتسامة: الخير ما كيتحسبش، عزوز، الخير كيتخبّى عند الله.
الحكمة اللي بقات ترن فالآذان
الناس بداو يلاحظو باللي فعز الأزمة، الدار الوحيدة اللي باقا كتوزع الخير هي دار لالة ميمونة الحنينة. ومن تما بداو كيتعلمو منها دروس فالكرم.
حتى عزوز، اللي كان كيسخر منها، ولى كيمشي عندها كل يوم، وكيقول للناس:
الخير اللي كنت كنضحك عليه، هو اللي منقذني أنا وعائلتي.
الصيت اللي خرج برا الدوار
ما بقاتش الحكاية محصورة غير فدوارها. المسافرين اللي كيمشيو ويجيو بداو كينشرو الخبر فالمداشر والقبائل الأخرى. وولات لالة ميمونة بحال الأسطورة الحية: أي واحد يجي من بعيد كيسول: فين دار ميمونة الحنينة؟ باش يجي يطلب بركتها وكرمها.
ومن تما تحوّلات لحكاية كتتقال فالليالي عند النار، بحال الأمثال الشعبية المغربية اللي كتحمل الحكمة والدرس.
المرض اللي ما غلبش روحها
مع مرور السنين، ولات لالة ميمونة كبيرة فالسن، ومرضات واحد الوقت بمرض صعيب خلاها ضعيفة. ولكن حتى فالمرض، ما فقداتش الابتسامة ديالها. الناس كاملين تكاونو عليها، كل واحد كيبغي يرد ليها شوية من الجميل.
ولكن هي كانت ديما كتقول:
أنا ما درتش الخير باش يرجع ليا، درتو باش يبقى فالقلوب.
الرحيل اللي خلّى فراغ كبير
واحد الفجر، لالة ميمونة أسلمت الروح وهي مبتسمة. الدوار كامل خرج يودعها، الصغير والكبير بكاوها بحال شي أم غالية. حتى عزوز، اللي كان أكثر واحد كيسخر منها، بكى بحرقة وقال:
الله يرحمك يا لالة ميمونة، علمتينا درس عمرنا ما نساوه.
الأثر اللي باقي للأبد
من داك النهار، الناس بداو كيعلمو ولادهم:
كونو بحال لالة ميمونة الحنينة، اللي خلاّت الخير يتكتب فالتاريخ ديالنا. والأمثال الشعبية تزوّدات بواحد الحكمة جديدة كيعاودوها: الخير ما كيموتش، كيبقى حي فقلوب الناس.
العبرة من قصة لالة ميمونة
قصة لالة ميمونة الحنينة ماشي غير حكاية تقال فالليالي، ولكن هي مدرسة ديال القيم: الكرم، الحنان، والتضامن. هي تذكار باللي حتى فالأوقات الصعيبة، ما خصناش ننسى نعاونو بعضياتنا.
لالة ميمونة رحلات بجسدها، ولكن الاسم ديالها باقي منقوش فالتاريخ الشعبي المغربي، كرمز للخير اللي ما كيتنساش.
قصة لالة ميمونة، لالة ميمونة الحنينة، قصص مغربية، أمثال مغربية، الكرم والحنان، الحكمة الشعبية، الخير اللي ما كيموتش.