قصة اللي حرث الجبل، يلقى التعب: حكاية الطمع والجهد الضايع
مقدمة القصة
الأمثال الشعبية المغربية عمرها ما تجي من فراغ، حيت كل مثل عندو أصل وحكاية واقعية عاشوها الناس من قبل وخرجوا منها بعبرة وحكمة. ومن بين هاد الأمثال المشهورة اللي باقيين المغاربة كيرددوها حتى اليوم هو مثل: اللي حرث الجبل، يلقى التعب. هاد المثل كيلخص فحكمة وحدة أن الطمع والجهد اللي ما عندوش عقل ولا تقدير للواقع، كيجيب غير التعب والخيبة. فهاد القصة غادي نحكيو أصل هاد المثل وكيفاش خرج من تجربة رجل طماع حبّ يربح بلا ما يحسب العواقب.
البداية: القرية والناس الطماعين
كان واحد الراجل ساكن فدوّار صغير فجنوب المغرب، معروف عند الناس بالطمع والجشع ديالو. كان دايماً كيبغي يكون عندو أكثر من اللي عند الناس، وما كيعجبوش الحال إلا شاف شي حد عندو خير ولا أرض خصبة. سميتو كانت الحاج المنيعي، ولكن فالدوار كيعرفوه بمول الطمع.
مول الطمع كان كيسمع أن الجبل اللي حد القرية فيه أرض خصبة وغنية، ولكن صعيب توصل ليها حيث كلها حجار ومنحدرات. الناس كاملين كانو عارفين أن الجبل عمر ما يتصلح للزراعة، ولكن الطمع كيعمّي العيون، ومول الطمع قال فراسو: علاش ما نحرثش الجبل؟ يمكن نلقا فيه الخير اللي ما لقاوهش الناس.
القرار الغريب: حرث الجبل
في واحد الصباح بكري، شدّ مول الطمع البغل ديالو، وجرّ المحراث، وطلع للجبل. الناس فالدّوار شافوه وبدّاو كيتسناو فيه، شي كايضحك وشي كايتعجب.
واحد الجار قال: وا مول الطمع، آش كتدير؟ واش ناوي تزرع الحجار؟
جاوبو مول الطمع بكل ثقة: اللي يخدم لله، الله يعطيه. وأنا غادي نخرج من هاد الجبل خير ما يخرّج منو حد.
بدى يحفر وسط الحجار والتراب اليابس، يوم ورا يوم، والعرق كينزل من جبينو بحال المطر. كل نهار كيرجع للدار عيّان، ولكن الأمل كيبقى فدماغو أنو غادي يلقى الذهب ولا الماء ولا شي زرع يفرّحو.
الناس والضحك: المثل كيتولد
مع مرور الوقت، ولّات قصة مول الطمع حديث الناس فالدوار. كل نهار كيقولوا:
شفتو مول الطمع؟ باقي كايحرث الجبل!" إيه، الله يعاونو، غير التعب اللي يلقى.
حتى ولات الناس كيرددو كلمة: اللي حرث الجبل، يلقى التعب، باش يضحكو عليه، ولكن فالواقع كانوا كيبغيو يعطيو درس للناس اللي كيطمعو بزاف وما كيبغيوش يسمعو للنصيحة.
لحظة الحقيقة: الخيبة الكبيرة
دوز مول الطمع شهور وهو كايحرث، يعرق ويتعب، ولكن النتيجة كانت والو. لا زرع نبت ولا ماء خرج، غير التعب والعياء واليدين المشقوقين.
فواحد النهار جلس فوق صخرة، وشاف الجبل قدّامو بحال جبل ديال الحديد، وقال فراسو: واش كنت غالط من اللول؟ واش معقول نحرث الجبل اللي حتى العصافير ما بغاوش يسكنو فيه؟
في داك اللحظة عرف أنه دار خطأ كبير، وأن الطمع ديالو هو اللي عماه.
العبرة: الحكمة اللي بقات
مول الطمع رجع للدوار مكسور الخاطر، والناس شافوه وقالوا ليه: وا صاحبي، ما قلناش ليك؟ الجبل ما كايعطيش غير التعب.
من داك النهار، ولى مول الطمع عبرة للناس كاملين. وكل مرة كيطيحو شي واحد فالغلط بسبب الطمع أو كيخدم فحاجة ما عندها معنى، كيقولو ليه: اللي حرث الجبل، يلقى التعب.
المثل الشعبي والحياة اليومية
هاد المثل الشعبي المغربي بقا عايش حتى اليوم، وكايستعملوه الناس فكل مواقف الحياة. مثلاً: شي واحد كيبغي يربح فلوس بسرعة وبلا مجهود، كايقولوا ليه: راك غير كاتحرث الجبل.
شي حد كايتعب فراسو فحاجة ما عندها جدوى، كيعاودو ليه نفس المثل باش يفيق.
المثل ماشي غير كلمة عابرة، بل حكمة خرجات من تجربة قاسية عاشها مول الطمع.
الحكمة الكبرى: بين الطموح والطمع
الفرق بين الطموح والطمع هو أن الطموح مبني على العمل الذكي، التخطيط والمعقول، أما الطمع كيعمي العينين ويخلي الواحد يخسر صحّتو ووقتو فحوايج ما عندها حتى نتيجة.
القصة ديال "اللي حرث الجبل" كتعلّمنا نكونو واقعيين، نخدمو ولكن فالأرض اللي فيها الخير، ونفكرو قبل ما نغامرو.
خاتمة القصة
"اللي حرث الجبل، يلقى التعب" ماشي غير مثل، ولكن هو مرآة للواقع. القصة ديال مول الطمع كتورّينا أن الطمع والجهد الضايع كيجيب غير العياء والخيبة، أما الحكمة والعقل كيوصلونا للرزق بلا ما نضيّعو صحتنا وعمرنا.
فالحياة بحال الأرض: إلا زرعت فالأرض الصالحة، كتحصد الخير، وإلا زرعت فالجبل، كتلقى غير التعب.