قصة عمي بوزوبع والدار الكبيرة: سرّ الكنز المخبّي في الزمان
قصة شعبية مغربية تحكي مغامرة عمي بوزوبع في الدار الكبيرة، بحثًا عن الكنز الحقيقي الذي يعلّمه أن الطمع لا يجلب إلا الخسارة، والنية الصافية هي الغنى.
من حكايات الدوار القديمة
فوسط جبال الأطلس، فدوار صغير معروف بالناس الطيبين والحكايات القديمة، كان كاين راجل اسمو عمي بوزوبع. راجل معروف بالضحك ديالو وبالفضول ديالو الكبير، ديما كيسوّل وكيحفر فالمواضيع بحال اللي باغي يعرف كل أسرار الدنيا.
القصة اللي غادي نحكي ليكم اليوم سميتها "قصة عمي بوزوبع والدار الكبيرة"، قصة شعبية مغربية فيها المغامرة، الحكمة، والطرافة، وكتحمل فطياتها دروس زوينة على الطمع، والنية، والقدر.
الدوار والدار اللي كتحكي عليها الناس
كان فدوار تامغارت دار قديمة كيعرفها كلشي، كيسمّيوها الدار الكبيرة. الدار مهجورة من سنين، والناس كيقولو عليها بزاف ديال الحكايات: شي يقول فيها كنز دفنوه الأجداد، وشي يقول فيها جنيّة تحرس الذهب، وشي يقول أنها مسكونة بروح راجل ظالم مات فيها.
وعمي بوزوبع كان أكثر واحد كيسمع لهد الهضرة وكيقول فبالو: هادي ماشي دار فيها جن، هادي دار فيها رزق!
كان كيشوف فكل إشاعة فرصة، وفكل قصة لغز خاصو يحلو.
فضول عمي بوزوبع اللي ما كينتهى
نهار من الأيام، وهو جالس فالقهوة ديال الدوار، بداو الرجال كيهضرو على الدار الكبيرة من جديد.
قال واحد منهم: بارح سمعت صوت فالليل من الدار، بحال شي واحد كينبش فالأرض.
جاوبو آخر ضاحك: يمكن داك الصوت ديال الجنيّة اللي كتحرس الكنز.
عمي بوزوبع ما قدرش يسكت، شد الكاس ديال أتاي وقال: واش نضيعو الوقت فالهضرة؟ أنا غادي نمشي نشوف بعيني شنو كاين، ونعرف الحقيقة.
ضحكو عليه الناس وقالو: راه غادي تبات مع الجن!
لكن هو جاوبهم بثقة: الجن ما يخوفوش، اللي يخوف هو الفقر.
الليلة اللي قرر فيها يدخل الدار
داك الليل، خذا عمي بوزوبع الفانوس والرفش، ولبس الجلابة القديمة ديالو، ومشا فطريق ضلمة، غير ضوء القمر كينور ليه شوية.
وصل للدار الكبيرة، بابها مهترِّي، والحيوط مشققة، والريح كتصفر من الفرجات بحال شي نغمة غامضة.
وقف قدام الباب وقال بصوت عالي: باسم الله، اللي ساكن هنا الله يعمرها دار.
ودخل الخطوات ديالو كتدوز فوق الغبرة، والريحة ديال الرطوبة طاغية. لكن وسط الخوف، كان قلبه عامر بالحماس.
الهمس اللي خلاه يتجمّد فبلاصتو
فاش بدا كينبش فالأرض، سمع صوت خفيف من وراه بحال شي واحد كيهضر: علاش كتقلب فحوايج ماشي ديالك؟
تلف، ما شاف حتى واحد. قال فبالو: يمكن تخيّلت.
رجع يحفر، والصوت زاد بوضوح: وقف، الكنز ماشي ديالك، غير اللي عندو نية صافية يلقاه.
وقف عمي بوزوبع وبدأ يقرأ المعوذات، لكن الفضول ديالو كان أقوى من الخوف.
قال: أنا نيتِي زوينة، بغيت غير نعرف الحقيقة.
الكنز اللي تحت التراب
بعد مجهود كبير، الفانوس بدا يطفي، لكن شاف شي حاجة تبرق تحت الأرض.
حفر أكثر، ولقا جرة فخارية قديمة.
قال بفرحة: آه! لقيتها، هذا هو الكنز اللي كيهضرو عليه!
فتح الجرة، ولكن المفاجأة كانت صاعقة: ما فيها لا ذهب لا فضة، فيها ورقة قديمة مكتوبة بخط غريب.
الرسالة اللي غيّرت كلشي
الورقة مكتوب فيها: اللي يلقا هاد الرسالة، يعرف أن الكنز ماشي ذهب ولا مال، الكنز هو الصبر، والعمل، وحسن النية. واللي يقلب على الثراء بلا تعب، غادي يعيش فقير طول حياتو.
عمي بوزوبع بقى يتفرج فالكلمات، وقلبو بدا كيتبدل.
قال فبالو: يمكن هادي هي الرسالة اللي خاصني نسمعها من زمان.
دار الجرة فبلاصتها، ورد التراب عليها، وخرج من الدار ورأسو مطأطأ، لكن قلبو مرتاح.
الصبح الجديد والتغيير الكبير
من داك النهار، تغيّر عمي بوزوبع بزاف.
ما بقى كيهدر على الكنز، لا على الجن، لا على الحكايات.
ولا يخدم بجد، يعاون الناس، ويقول لهم ديما: الكنز ماشي تحت الأرض، الكنز فالقلب اللي راضي.
الناس فدوار بداو كيعجبهم التبدل اللي وقع ليه، وقالو: الدار الكبيرة علمات بوزوبع درس العمر.
الحكمة اللي بقات من بعده
مرت السنين، ومات عمي بوزوبع، ولكن الحكاية ديالو بقات.
كلما شي واحد طمع فشي حاجة بلا تعب، الناس كيقولو ليه: ما تكونش بحال عمي بوزوبع قبل ما يدخل الدار الكبيرة.
الدار اليوم ولات مزار للناس، كيجيو يشوفوها وكيقولو: هنا بدا التبدل ديال راجل كان كيقلب على الذهب، ولقى النور فالقلب.
الخاتمة: الكنز الحقيقي فالنّية
قصة عمي بوزوبع والدار الكبيرة ماشي غير حكاية تسلاية، ولكن درس كبير على الحياة.
كتعلّمنا أن الطمع كيعمِّي القلب، والنية الزوينة كتنور الطريق.
وعلاش ما نكونوش بحال عمي بوزوبع من بعد ما تعلّم؟ نخدمو بضمير، ونرضاو بالقليل، ونعرفو أن الرزق ما كيتخبّاش فدار، ولكن كيتخبّى فقلوب راضية ونفوس نقية.
قصة شعبية مغربية، قصة عمي بوزوبع، الدار الكبيرة، حكايات مغربية قديمة، قصص مغربية تربوية، قصة عن الطمع، قصة فيها حكمة، قصص مغربية للأطفال، قصص من التراث المغربي.
