قصة الحجام والنصيب: كيف بدّلات لقسمة حياة راجل بسيط
قصة مغربية شعبية تحكي عن حجام بسيط يكتشف أن النصيب الحقيقي ماشي في المال، بل في الرضا، الحكمة، والصحبة الطيبة. عبرة عن الإيمان والقدر.
مقدمة القصة: حكمة مكتوبة فالنصيب
فزمان بعيد، فواحد المدينة صغيرة فالمغرب، كان كاين راجل معروف فالحومة ديالو بالحرفة ديال الحجامة. الناس كيعرفوه باسم “الحجام العربي. كان راجل بسيط، طيب القلب، ما كيظلم حتى واحد، ولكن كان ديما كيتشكى من “النصيب ويقول: آش درت أنا ربي باش نبقى حجام طول حياتي؟
ما كانش عارف العربي بأن النصيب راه ما كيعطي غير الخير، ولكن كيجي فالوقت المناسب.
الحجام اللي كيشوف غير النصف الفارغ
العربي كان خدام كل نهار، ولكن الدخل قليل بزاف. واحد النهار، جا عندو راجل غني باش يحلق، وبدأ يهضر معاه ويقارن بين حياته هو وحياة العربي. قال ليه: آش كتسنى من الدنيا؟ الحجامة ما غاديش تغنيك.
ابتسم العربي وقال: هادي هي لقسمة ديالي، ولكن صعيب نقبلها بلا حنين فالقلب.
من داك النهار، ولى العربي كيحس بمرارة، وكيدعي كل ليلة باش ربي يبدل حظو.
ليلة الدعاء والرجاء
واحد الليل، العربي ما قدرش ينعس، خرج للسطح، ورفع يديه للسماء وقال: يا ربي، غير ورّيني فين كاين النصيب ديالي، ما بغيت لا ذهب لا مال، غير نعرف واش مازال مكتوب لي شي خير.
فديك اللحظة، طاح عليه النعاس، وشاف فالحلم راجل كبير عليه نور، قال ليه: غدا مع الفجر، خرج من دارك وامشي فالطريق اللي غادي تلقى فيها أول واحد يعطيك خبزة، هادي هي بداية نصيبك.
فاش فاق الصباح، قرر العربي يمشي بلا تردد.
لقاء مع النصيب
خرج العربي مع الفجر، ومشى حتى وصل لواد صغير. لقى فيه راجل فقير كيشعل النار وكيطيب خبز فالفخار. قرب ليه العربي، والراجل عطاه خبزة بلا ما يسول.
تفاكر العربي الحلم، وقال فخاطرو: يمكن هادا هو النصيب!
جلس معاه، وكل واحد بدا يحكي قصتو. الراجل قال ليه بأنه ما كيعرفش والديه، وأنه عايش بوحدو فالطبيعة، وكيعيش على القناعة. العربي عجبو تواضعو، وقال مع راسو: يمكن النصيب ماشي في المال، يمكن في الناس الزوينين اللي كيعطيك القدر باش تتعلم منهم.
الطريق إلى المفاجأة
بقات الصداقة بين العربي وداك الراجل الغريب كتكبر، حتى واحد النهار قال ليه: عندي كنز، ولكن ما نقدش نحلو بوحدي، خصني شي حد عندو قلب نقي.
العربي وافق بلا تردد. مشاو مع بعضهم الجبل بعيد، ووسط الكهوف القديمة، لقاو صندوق قديم فيه ذهب وأحجار كريمة.
العربي تخلّع، ولكن الراجل قال ليه بابتسامة: هادي هي لقسمة ديالك اللي كنت كتسنى، ولكن ماشي الذهب هو الرزق الحقيقي، الرزق هو الإيمان، والأمانة، والصحبة الصافية.
وبمجرد ما كمل كلامو، اختفى الراجل قدّام عينيه.
رجوع الحجام الغني بالحكمة
رجع العربي للمدينة، ولكن ما رجعش بنفس الفكر. ما دارش الذهب فجيبو، دار الحكمة فالقلب.
رجع يخدم فمحلو، ولكن بابتسامة جديدة. كان كيعلم الناس بأن النصيب ماشي دايماً فلوس، وإنما راحة البال والرضا.
من داك النهار، ولى الحجام العربي محبوب فالمدينة، والناس كيجيو يسمعو لحكايتو اللي سماها: النصيب ما يتشرىش، النصيب كيتعاش.
الخاتمة: سرّ النصيب
وهكا، العربي فهم بأن الدنيا ما كتقيسهاش بالمال، ولكن بالنية. اللي ربي كتب ليه الخير، غادي يوصلو ولو من باب صغير.
وقصتو ولات عبرة لكل من كيشوف النصيب من زاوية وحدة، بلا ما يشوف جمال الرحلة اللي كتوصلو ليه.
العبرة: النصيب ماشي صدفة، النصيب هو وعد ربي فحياتك.
