📁 جديد القصص

قصة الراعي والذيب: حكاية على الغدر والثقة

قصة الراعي والذيب: حكاية على الغدر والثقة

قصة الراعي والذيب بالدارجة المغربية: حكاية مؤثرة تعلمنا أن الثقة غالية والغدر مؤلم، بأسلوب شعبي مشوّق ومليء بالعِبر.


تمهيد القصة

من قديم الزمان، فواحد القرية بعيدة بين الجبال، كانو الناس عايشين فبساطة وطمأنينة، كيعتمدوا على الرعي والفلاحة فعيشتهم. وسط هاد الجبال كان كاين راعي شاب معروف بالطيبة والضحك، اسميتو حمّاد. كان كيمشي كل نهار مع الغنم ديالو للمرعى، وكيقضي النهار وسط الطبيعة، بين زقزقة العصافير وصوت الريح.
ولكن ما كانش عارف باللي القدر غادي يواجهو بمحنة ما عمرها خطرت على بالو.

اللقاء الأول بين الراعي والذيب

في نهار من الأيام، حمّاد خرج بكري كعادتو، وساق الغنم للمرعى اللي بعيد على الدوار. وبينما هو جالس كيشوف الغنم كيرعَاو، سمع صوت حفيف الشجر. تلفت، وشاف من بعيد ذيب كبير كيتسنى فرصة يهجم.
حمّاد ما خافش، بالعكس شد العصا ديالو وبدى يصيح باش يخوّف الذيب، ولكن الغريب أن الذيب ما هربش، بقى كيشوف فيه بعينيه الحادّتين.

حمّاد قال فبالو: يمكن جاع، راه حتى هو مسكين باغي ياكل. ومن بعد لحظات، قرب الذيب شوية شوية، وبشكل عجيب ما هجمش، غير جلس بعيد كيشوف الغنم.
ومن داك النهار، ولى الذيب كيبان لحمّاد من بعيد، كل مرة، بحال شي ضيف غامض.

صداقة غريبة كتبدأ

الأيام دازت، وحمّاد بدا يتعوّد على وجود الذيب. كل مرة كيشوفو، كيعطيه شوية ديال الخبز أو اللحم البايت. الذيب ولا كيتقرّب أكثر، حتى ولى كيسمح لحمّاد يقرب منو بلا خوف.
الناس فالدوار بداو يضحكو عليه: آ حمّاد، راك غادي تجيب الذيب يدير فيك العجب!

لكن حمّاد كيقول: الذيب راه ماشي ديما عدو، يمكن يكون فيه خير ما كيعرفوش الناس.

وبالفعل، العلاقة بيناتهم ولات بحال صداقة غريبة، فيها الحذر وفيها الاحترام.

الليل اللي تبدّل فيه كلشي

واحد النهار، حمّاد تأخر فالمراعي، والشمس بدات تغيب، فقرر يبات فالغابة حدا الغنم. داك الليل كان ساكت بزاف، غير صوت الذئاب البعيدة.
وفجأة سمع صياح خروف!
نهض مفزوع، وشعل الشعلة ديالو، ولقى الذيب اللي كان صاحبو، كيهجم على واحد من الغنم وداير الدم ففمو.

حمّاد تصدم: واااا الذيب؟ أنا كنت كنسقِيك الخبز واللحم، وها نتي كتغدرني؟!

 الذيب ما جاوبوش، غير زاد غاب فالغابة.
تألم حمّاد بزاف، وحس بالخذلان، وبدا يقول: هاكا كتكون الثقة؟ هاكا كتكون الصحبة؟

الدرس القاسي

من داك النهار، تبدّل حمّاد، ولا أكثر حذر.
الناس فالدوار سمعو باللي الذئب خان صاحبو، وبدو كيقولو: ما كاينش اللي يبدّل طبعو، الذئب راه ذيب.

لكن حمّاد كان كيقول: ما ندمتش على المعروف، ولكن تعلمت نختار لمن نعطي الثقة.

ورجع كيعيش حياته، ولكن كل مرة كيسمع عواء الذئاب فالليل، كيتذكر الدرس ديالو: ماشي كل ابتسامة معناها أمان، وماشي كل سكوت معناها سلام.

الخاتمة: ما كل حيوان وحشي ولكن ما كل إنسان رحيم

القصة ديال حمّاد والذيب ولات عبرة فالدواوير. الناس ولاو كيعلمو ولادهم منها باللي الثقة كنز، ولكن خاصها تكون فموضعها.
حمّاد عاش باقي عمره فهدوء، وما نسى الذئب، ولكن سامحو فخاطرو.
بقى كيردد ديما: الغدر كيبان فالعين قبل ما يديروه اليدين.

وهكذا كتسالي حكايتنا اللي فيها المعنى الكبير: ماشي كل اللي كيبان صديق، هو فعلاً صديق.