الطماع والكداب: حكاية شعبية بالدارجة كتعلّمك شكون كيغلب فالحياة
قصة شعبية مغربية بالدارجة تحكي عن الطماع والكداب، حكاية مليئة بالعبر والحكمة، تعلمك أن الطمع والكذب نهايتهم الخسارة.
فكل دوّار وكل حومة، كاين واحد الطماع وواحد الكدّاب. الطماع عينيه عامرين وما كيشبعش، والكدّاب لسانو طويل وكيحلف حتى على حاجة ما شافهاش. هاد القصة الشعبية بالدارجة المغربية كتحكي على واحد اللقاء العجيب بين الطمع والكذب، وكتبيّن لينا كيفاش المكر كيرجع على صاحبو، وكيفاش الطمع كيعمّي البصيرة.
قصة فيها الضحك، فيها الحكمة، وفيها عبرة كبيرة للصغار والكبار.
بداية الحكاية: دوّار تحت الشمس
كان يا ما كان، فواحد الدوّار بعيد على المدينة، كان عايشين الناس حياة بسيطة. الفلاحة، الغنم، والسوق الأسبوعي هما كلشي.
فهاد الدوّار كان معروف واحد الراجل سميتو مسعود، وما كانوش كيناديو عليه إلا بـ الطماع. علاش؟ حيت عمره ما شبع، مهما عطاوه باغي أكثر.
وكان حتى واحد آخر سميتو حسن، معروف بلقب الكدّاب، حيث ما كيهضر حتى كلمة إلا وزاد فيها ونقص فيها حتى تولّي ما معروفة لا منين جات لا فين غادية.
مسعود الطماع: عين ما كتعرف الشبع
مسعود كان عندو شوية الأرض، وشوية الغنم، ولكن كان دايمًا كيشوف راسو فقير.
إلى شاف جارو عندو نعجة سمينة، قلبو كيتحرق.
إلى سمع شي واحد ربح شي حاجة، يبات ما ينعسش.
كان كيقول دايمًا: الدنيا كتضحك للي يعرف ياخذها بالقوة.
ولكن اللي ما كانش عارفو، هو أن الطمع كيدخل صاحبو فطريق معوّجة.
حسن الكدّاب: لسان بلا قياس
أما حسن، فكان قصة بوحدو.
كيقول شاف البحر وهو ما خرجش من الدوّار.
كيقول هضر مع السلطان وهو عمره شاف القايد.
الناس كانوا كيسمعو ليه غير باش يضحكو، ولكن حسن كان مقتانع براسو، وكيحسب الكذب ذكاء.
لقاء الطمع والكذب
نهار من النهارات، تلاقاو مسعود وحسن فالسوق الأسبوعي.
حسن بدا كيهضر على كنز مخبي فواحد الجبل بعيد، وقال: راه كنز كبير، فيه الذهب والفضة، ولكن خاص شي واحد شجاع.
مسعود سمع كلمة كنز، ووقف الدم فعرقو. عينيه ضواو، وقال: فين هاد الجبل؟
هنا، الكدّاب شاف الفرصة. قال فخاطرو: نضحك عليه ونستافد.
وعد الكنز الكبير
حسن قال لمسعود: أنا نعرف الطريق، ولكن خاصك تعاونّي، حيث الكنز كبير وما نقدرش عليه بوحدي.
مسعود وافق بلا تفكير، وقال: نقسمو الكنز بالنص.
ولكن فبالو كان كيقول: غادي ناخذ كلشي ونخلّيه بيديه خاويين.
رحلة الجبل: طريق الشقاء
خرجو بجوج بكري مع الفجر.
الطريق طويلة، الشمس حارقة، والعطش كيزيد.
مسعود بدا كيتشكا، ولكن الطمع كان دايحو.
حسن كان كيزيد فالكذب، مرة يقول باقي شوية، مرة يقول راه قريب.
وكل مرة، مسعود كيتبع بحال الأعمى.
الحفرة المزعومة
وصلو لواحد البلاصة خالية، فيها غير الريح والحجر.
قال حسن: ها هنا، خاصنا نحفرو.
بداو كيحفرو، ساعة، جوج، حتى عياو. وفجأة، قال حسن: سمعت شي حاجة!
مسعود قرب بزربة، وطاح فحفرة عميقة.
انكشاف الكذبة
حسن طلع كيتفرج وقال: راه ما كاين لا كنز لا والو، غير بغيت نعلّمك درس.
مسعود تصدم، بدا كيغوت ويطلب السماح. ولكن حسن مشى وخلاه.
الطمع كيوقع فالهلاك
بقى مسعود ساعات حتى جا شي راعي سمع صوتو وعاونُه. خرج مذلول، مجروح، وقلبو معمّر ندم.
رجع للدوّار، وما بقا حد كيثق فيه، حيث الطماع حتى هو ما كيبقى حد معاه.
مصير الكدّاب
أما حسن، ففاش شاع الخبر، الناس عرفو الكذبة ديالو. حتى واحد ما بقا كيسمع ليه، حتى إلى قال الصدق. وبقى وحيد، الكذب ديالو دار عليه.
العبرة من القصة
الطمع كيعمي، والكذب كيهدم. اللي كيحسب راسو ذكي بالكذب، كينتهي بلا قيمة. واللي كيجري ورا الطمع، كيطّيح فحفرة من صنع يديه.
