بنت السلطان وولد الفقير: قصة حبٍّ كسرت أسوار القصور
هاد القصة جاية من عمق الحكايات الشعبية المغربية، فين كان السلطان رمز للسلطة والغنى، والفقير رمز للصبر والكرامة. قصة كتخلّد واحد الحب اللي تزاد بين جدران القصر وأزقة الدرب، حبّ تصادم مع العادات والتقاليد، ولكن في الأخير علّم الناس باللي القلوب ما كتعرفش فرق بين الغني والفقير.
في واحد الزمان، كان سلطان عظيم حاكم بلاد واسعة، عندو قصر كبير، فيه الزليج الملوّن، والستائر الحريرية، والحدائق اللي فيها النخيل والورد. بنت السلطان، لالة ياسمين، كانت زوينة بزاف، جمالها حديث الناس، ولكن أكثر من الجمال، كانت معروفة بعقلها وحنيتها.
كبرات وسط النعمة، ولكن قلبها كان ديما حاس بشي حاجة ناقصة، كانت كتطل من شرفات القصر وكتسول راسها: واش الناس كاملين عايشين بحالي؟
في الجهة الأخرى من المدينة، كان واحد الدرب بسيط، فين كيسكن ولد الفقير، سميتو عادل. يتيم الأب، خدام من صغرو، كيعاون مو، وكيبيع الخضرة فالأسواق.
عادل ما كانش عندو مال، ولكن كان عندو قلب كبير، ولسان صادق، وعيون فيها حلم كبير. كان كيشوف القصر من بعيد، ويقول: الدنيا واسعة، وربّي كبير.
نهار من النهارات، خرجات بنت السلطان متنكرة مع خادمتها باش تشوف أحوال الناس. دخلات السوق، وشافت عادل كيعاون واحد العجوز بلا مقابل.
شدّها المنظر، ووقفت كتسولو على الثمن ديال الخضرة. جاوبها بابتسامة، وهنا كانت الشرارة الأولى. نظرة قصيرة، ولكن قلبين تحركو بلا ما يحسو.
ولات لالة ياسمين كتلقى أعذار باش تخرج للسوق. كل مرة كتوقف عند عادل، كيهضرو على الحياة، على الأحلام، على العدل.
هو ما كانش عارف شكون هي، غير بنت بسيطة فظنّو، وهي كانت مرتاحة حيت لقا واحد كيهضر معاها بلا خوف ولا طمع.
نهار، واحد من رجال القصر شافها فالسوق. رجعات للقصر، والسلطان عرف باللي بنتو كتخرج بلا إذن.
واجهها، واعترفات ليه بالحقيقة، ولكن ما قالتش على الحب. فالقلب ديالها كان صراع كبير: حب صادق ولا طاعة الأب؟
عادل، من جهتو، حس باللي شي حاجة تبدلات. عرف باللي البنت اللي كيهضر معاها ماشي عادية.
واحد النهار، قالت ليه الحقيقة: أنا بنت السلطان. سكت، حس براسو صغير قدّام الحقيقة، ولكن قلبو ما تبدلش.
قال ليها: الحب ما كيسولش على النسب.
الخبر وصل للسلطان. غضب غضب كبير، واعتبر هاد الحب إهانة. أمر بسجن عادل، وبمنع بنتو من الخروج.
القصر ولى سجن من ذهب، والدرب ولى سجن من فقر.
عادل فالحبس، كان صابر، كيصلي ويدعي. الناس فالمدينة بدات كتهضر على الظلم.
قالو: ولد فقير ولكن راجل. وولات الحكاية حديث العام والخاص.
واحد الليل، حلم السلطان بحلم غريب: شاف القصر كيطيح، والدرب كيبنى. فاق فزعان.
سول العلماء، قالو ليه: الظلم كيهدّ العروش، والعدل كيبنيها.
فكر السلطان مليح، وشاف الصدق فعيون عادل، والحزن فعيون بنتو.
جمع الناس، وخرج قرار: اللي يستاهل بنت السلطان هو اللي قلبو نقي.
أطلق سراح عادل، وطلب منو يبرهن على قيمتو.
عادل خدم بجد، وولات عندو تجارة صغيرة، وعاون الناس.
ما تبدلش، بقى متواضع، وهاد الشي خلا السلطان يحترمو أكثر.
تزوجات بنت السلطان بولد الفقير، ولكن العرس كان للناس كاملين.
اختلط القصر بالدرب، والغني بالفقير، وضحكو الناس وقالو: الحب غلب.
بنت السلطان وولد الفقير بقاو رمز للحب الصادق، وحكايتهم بقات كتتحكى جيل بعد جيل.
