جحا والحمير الثلاثة: قصة شعبية مضحكة تحمل حكمة لا تُنسى حكايات جحا بالدارجة
قصص جحا ماشي غير حكايات كتضحكنا وتفرج علينا، ولكن هي مراية كتورّينا واقع الناس، بعقولهم، بحيلهم، وبالطرائف اللي فيها حكم خفية. جحا شخصية شعبية معروفة فالتراث المغربي والعربي، مرة كيبان ذكي بزاف، ومرة كيبان بسيط وحتى “مغفل”، ولكن ديما فالأخير كيخلّي اللي قدّامو يتعلّم درس عمره ما ينسا.
قصة "جحا والحمير الثلاثة" من بين أشهر القصص الشعبية اللي كتدور فالسوق، فالدوار، وفالحكايات اللي كتحكيها الجدّات للصغار. قصة كتجمع بين الضحك، السخرية، والنقد الاجتماعي، وكتحمل رسالة عميقة على الطمع، الثقة العمياء، وقيمة العقل.
جحا والحمير الثلاثة: حكاية كتضحك وتعلّم
فواحد الدوار صغير محاط بالحقول والجبال، كان كيسكن جحا، راجل معروف بين الناس بالضحك ديالو وحكاياتو الغريبة. بعض الناس كيعتابروه غبي، والبعض الآخر كيقول: راه جحا ماشي ساهل اللي يحسبو غبي راه هو اللي غبي.
جحا كان عايش حياة بسيطة، خدام شوية، وكيقضي أيامو فالسوق، يسمع الهضرة ديال الناس، ويضحك، وكيدخل فمواقف عجيبة.
نهار من النهارات، فاق جحا من النعاس وهو كيهضر مع راسو: واش ما يكون عندي شي حمار؟ راه الحمار زين، كيشد، كيهز، وما كيهضرش بزاف بحال بعض الناس.
خرج للسوق وهو مفكّر يشري حمار واحد يعاونو فخدمتو. ولكن القدر كان مخبّي ليه مفاجأة ما كانتش فالحسبان.
فالسوق، لقى واحد الراجل كيبيع حمار، باين عليه التعبان ولكن ثمنو رخيص بزاف.
سولو جحا: علاش الحمار رخيص هكدا؟
جاوبو الراجل: حيت ما كيسمعش الكلام بزاف.
ضحك جحا وقال: حتى أنا ما كنسمعش الكلام بزاف، غادي نتفاهمو.
شراه جحا، وركبو، وهو فرحان، كيهضر معاه:
مرحبا بيك آ صاحبي، دابا ولّينا جوج.
وهو راجع، سمع واحد كيعيّط: بيع بيع حمار زوين بثمن معقول!
وقف جحا، شاف الحمار الثاني، كان أحسن من الأول شوية. قال فراسو: علاش لا؟ واحد يشد، واحد يهز.
شراه، وولا جحا كيسوق جوج حمير، الناس كتضحك، وهو ما فارقاه الابتسامة.
ما كملش الطريق حتى لقى واحد الحمار ثالث، واقف بوحدو، صاحبو مسافر وباغي يبيعو بسرعة.
قال جحا: ثلاثة حسن من جوج والرزق على الله.
وهكذا ولى جحا عندو ثلاثة حمير، وكل واحد فيهم عندو طبع مختلف:
الأول عنيد
الثاني كسول
الثالث ماشي فحالو وكيدور بوحدو
الناس فالطريق ولات كتوقف تشوف جحا، واحد كيهضر، واحد كيشير: شوفو جحا، راكب حمار، وسايق جوج!
واحد آخر قال: علاش ما يركبش واحد ويخلّي الآخرين؟
جحا جاوبهم: إلى ركبت واحد، غادي يغار الآخر وأنا ما كنحبش المشاكل.
فواحد المنعرج، واحد الحمار هرب، دخل فالحقول. بقى جحا كيهز راسو: كنت متأكد اللي ما عندو عقل، خاصو ما يكثرش.
قلب عليه حتى تعب، وفي الأخير رجع بجوج فقط.
وقف جحا وعدّ الحمير: واحد جوج فين الثالث؟
نسي راسو راه راكب واحد منهم. نزل وعدّ: واحد جوج آه الحمد لله، كاملين!
ركب مرة أخرى، وعاود نسى، وعاود العدّ، وبدا كيشكي: يا ربي، شنو هاد النقص؟!
شافو واحد الراجل حكيم وقال ليه:
آ جحا، راه المشكل ماشي فالحمير المشكل فالحساب.
شرح ليه، وضحك جحا وقال: حتى الحساب خاصو عقل ماشي غير الحمير.
وصل جحا لدارو، ربط الحمير، وجلس كيهضر مع راسو: اللي يطمع، يتعقّد. واللي ما يحسبش مزيان، يتعب.
قرر يبيع جوج حمير ويخلّي واحد، وقال:
القليل مع العقل، حسن من الكثير بلا تفكير.
وهكذا سالات قصة جحا والحمير الثلاثة، وبقات عبرتها كتدور بين الناس: ماشي كل ما كثر حسن، وماشي كل ما بان رخيص راه نافع، والعقل زينة، سواء كنت عندك حمار واحد ولا ثلاثة.
قصص جحا كتبقى حيّة حيت كتحكي علينا، على طمعنا، على أخطائنا، وكتعلّمنا نضحكو على راسنا قبل ما نضحكو على الآخرين.
قصة جحا
جحا والحمير الثلاثة
قصص شعبية مغربية
حكايات جحا بالدارجة
قصة شعبية مضحكة
قصص شعبية ذات عبرة
قصص جحا للأطفال والكبار
