جحا والقاضي الذكي: قصة شعبية مغربية عن الذكاء والعدل والمكر
قصة شعبية مغربية بالدارجة تحكي ذكاء جحا وكيف فضح الظلم أمام قاضٍ ذكي، حكاية مليئة بالحكمة والعبرة والعدل.
فـالزمان لّي فات، وفـواحد البلاد بعيدة عامرة بالحكايات والعبر، كان كاين واحد الراجل معروف بالضحك والغرابة، ولكن ورا الضحك ديالو كاين عقل كبير وحيلة ما كتخطرش على البال، هداك هو جحا.
جحا ما كانش لا قاضي لا فقيه، ولكن كان كيعرف كيفاش يخرج من المواقف الصعيبة، وكيفاش يفضح الظلم والكدوب بذكاء وسخرية.
ومن بين أشهر الحكايات اللي تحكات عليه، كاينة قصة جحا والقاضي الذكي، قصة كتعلمنا بلي العدل ماشي غير فالقانون، ولكن حتى فالفطنة وحسن الفهم.
جحا والعيش البسيط فوسط الناس
كان جحا ساكن فحي شعبي، كيعرفوه الصغير قبل الكبير.
كان كيمشي للسوق كل نهار، يهضر مع الناس، يضحكهم، وأحيانًا يغيّظهم بتصرفاتو الغريبة.
ولكن رغم بساطتو، كان جحا كيشوف بعينيه بزاف ديال الظلم، خصوصًا فالمحاكم، فين اللي عندو الفلوس ولا النفوذ كيربح القضية، والضعيف كيمشي فحال سبيلو.
فـواحد النهار، انتشرت فالسوق واحد القضية عجيبة.
واحد التاجر غني اتهم جار فقير بلي سرق ليه صرة ديال الذهب.
الفقير كان كيقسم بالله بلي ما دار والو، ولكن التاجر كان عندو شهود (لي هما فالحقيقة صحابو).
الناس بدات تهضر: هادي غادي تمشي للمحكمة، والفقير غادي يضيع!
جحا سمع بالخبر، وسكت ولكن كان كيدبر شي حاجة فراسو.
قبل ما تمشي القضية للمحكمة، مشى جحا عند الفقير وقال ليه: ما تخافش، غير سمع كلامي ودير بحال ما نقول ليك.
الفقير كان مسكين وما عندو ما يخسر، وافق.
وفي نهار المحاكمة، مشات المدينة كاملة باش تشوف الحكم، حيث القاضي كان معروف بالصرامة والذكاء.
القاضي كان راجل وقور، لابس جلباب أبيض، وصوتو قوي.
كان ما كيميل لا للغني لا للفقير، ولكن كان كيعتمد بزاف على القرائن والحيلة.
منين دخل، سكت الجميع.
قال القاضي: هادو القضايا خاصها عقل ماشي غير كلام.
وقف التاجر وقال بثقة: سيدي القاضي، هدا الراجل سرق ليا صرة فيها ذهب، وخبيها فدارو.
وجاب الشهود اللي أكدوا نفس الكلام.
القاضي سول الفقير، والفقير جاوب بصوت ضعيف: والله حتى مظلوم، ما شفت لا صرة لا ذهب.
القاضي بدا محتار وهنا تدخل جحا.
جحا يطلب الإذن بالكلام
وقف جحا وقال: سيدي القاضي، إلا سمحت ليا نهضر غير بكلمة.
القاضي شاف فيه، عرفو، وقال: هضر، ولكن ديرها بعقلك.
جحا ابتسم وقال: الذهب ما كيسكتش، خاصو غير اللي يسمع ليه.
الناس ضحكات، ولكن القاضي ركز.
قال جحا: سيدي القاضي، نقترح نحبسو المتهم والتاجر فغرفتين مختلفتين، ونطرح عليهم نفس السؤال. القاضي وافق.
سول القاضي التاجر: فين كانت مخبية الصرة؟
قال التاجر بسرعة: تحت الحصير فدارو.
ومن بعد سول الفقير نفس السؤال، قال: ما نعرفش، ولكن عمري ما حطيت حاجة تحت الحصير.
القاضي بدا يشك
القاضي أمر بتفتيش دار الفقير، وما لقاو والو.
ومن بعد مشاو دار التاجر، ولقاو الصرة مخبية تحت الحصير!
الناس تصدمات.
التاجر بدا يتلعثم.
القاضي قال: اللي كيعرف المكان، هو اللي خبّى.
حكم القاضي بمعاقبة التاجر بتهمة الكذب والظلم، ورد الاعتبار للفقير.
والناس كلها بدات تصفق.
القاضي شاف لجحا وقال: الضحك ديالك فيه حكمة كبيرة.
جحا جاوب: والعدل إلا ما كانش معاه عقل، كيعور.
العبرة من قصة جحا والقاضي الذكي
هاد القصة كتعلمنا بلي:
- الذكاء أقوى من المال
- العدل خاصو فطنة
- الظلم ما كيدومش
- والحيلة الذكية كتفضح الكذاب
خاتمة
بقى اسم جحا كيتحكى فديك المدينة، ماشي غير كمهرج، ولكن كرمز ديال الحكمة الشعبية.وبقى القاضي مثال للعدل الذكي، اللي كيسمع للعقل قبل الحكم.
وهكذا، بقات قصة جحا والقاضي الذكي درس لكل زمان ومكان.
