📁 جديد القصص

قصة شعبية مغربية بالدارجة: لالة مليكة والكنز السري وحكاية الحكمة والطمع

قصة شعبية مغربية بالدارجة: لالة مليكة والكنز السري وحكاية الحكمة والطمع

قصة شعبية مغربية بالدارجة تحكي مغامرة لالة مليكة والكنز السري، حكاية عن الحكمة والطمع والأمل، مناسبة للصغار والكبار بأسلوب شيّق وتعليمي.

المقدمة

فزمان قديم، فواحد القرية الصغيرة وسط الجبال المغربية، كانت الناس كتعيش ببساطة ودفء القلوب، وكانت الحكايات كتدور بين الكبار والصغار قدّام النار فالليالي الباردة. ومن بين هاد الحكايات، بقات قصة لالة مليكة والكنز مشهورة بين الناس، لأنها ماشي غير حكاية ذهب وكنوز، بل حكاية عقل وحكمة، والفرق بين الطمع والرضا.

لالة مليكة كانت مرا كبيرة فالعمر، معروفة فالدوار بالحكمة والطيبة وكلامها الزوين. ولكن الدنيا كتبدل الناس، والطمع كيقدر يدخل حتى لأقرب الناس، وهنا بدات الحكاية.

لالة مليكة كانت ساكنة فدار طينية قديمة، كتعيش بوحدها بعد ما مات راجلها وبقاو ولادها مسافرين. كانت كتخدم بيديها، كتغزل الصوف وكتبيعو فالسوق، وكتعاون الجيران بكلامها الطيب ونصائحها. كلشي فالدوار كان كيبغيها وكيحترمها.

ولكن فداك النهار، غادي تبدّل كلشي ملي لقات واحد الحجر الغريب حدّ البير.

مليكة شدت الحجر ولقاتو كيبرق بحال الذهب، ولكن ماشي ذهب. قلباتو وكتشوف فيه، حتى بانت ليها كتابة قديمة بحروف ما فهماتهاش. قالت فراسها: واش هاد الشي صدفة ولا علامة من القدر؟

مشات عند الفقيه ديال القرية باش يسولها على المعنى.

الفقيه شد الحجر وقرى النقش، وبقا ساكت شوية، من بعد قال ليها: هذا نقش قديم كيهدر على كنز مدفون فالجبل، ولكن ما يوصل ليه غير اللي قلبو نقي وما فيهش الطمع.

مليكة ضحكات وقالت: أنا ما باغاش الكنز غير بغيت نفهم الحكاية.

ولكن الكلام وصل لودنين جارها الطماع، الراجل اللي ما كيخليش فرصة إلا وكيجري وراها.

الجار سمع بالقصة وبدا يتخيل الذهب والفضة والمال. مشى لعند مليكة وقال ليها بصوت مزيّن: لالة مليكة، أنا نعاونك تمشي للجبل ونقلبو على الكنز، ونقسموه بنصف.

هي ابتسمت بحكمة وقالت: الطريق ماشي للذهب الطريق فالقلب.

ولكن الطماع ما فهم حتى حاجة، وقرر يمشي للجبل بوحدو فالليل.

وصل الجار للجبل، وبدا يحفر بلا توقف. الأرض كانت كتزيد تقسى، والبرد شدّو. كل ما يحفر كيزيد الطمع فقلّبو، حتى طاح فحفرة كبيرة وتهرس كتفه.

بقا كيغوت وما لقا حتى حد يسمعو إلا لالة مليكة اللي حسّات بحاجتو.

مشات ليه بلا ما تسولو على الذهب، داوتو وجابتو للدوار.

فالطريق، بدا كيبكي وقال ليها: سمحيلي يا لالة مليكة الطمع عيّاني وخلاني نضيع الطريق.

هي جاوباتو: الكنز الحقيقي ماشي تحت الأرض الكنز هو الإنسان اللي قلبو نقي.

من بعد أيام، تبيّن أن الحجر ما كان إلا اختبار، وأن النقش كان حكمة قديمة كتقول: من طلب الذهب خسر نفسه، ومن طلب الحكمة ربح الدنيا وما فيها.

الخاتمة

رجع الجار إنسان آخر، ولا كيساعد الناس بلا مقابل، وتعلم بأن الطمع كيعمي القلوب. أما لالة مليكة، بقات رمز للحكمة فالقرية، وولات قصتها كتتروى من جيل لجيل.

وهكذا بقات حكاية لالة مليكة والكنز درس كبير: الذهب يضيع، أما القلوب الصافية فتبقى كنزًا ما يتشراش.