📁 جديد القصص

جحا والزوجة النكادية: قصة شعبية مغربية ممتعة مليئة بالحكم والمواقف المضحكة

جحا والزوجة النكادية: قصة شعبية مغربية ممتعة مليئة بالحكم والمواقف المضحكة

من بين القصص الشعبية اللي ورثوها الناس عبر الأجيال، كتجي حكايات جحا بطابعها الفكاهي والحكيم فآن واحد. وماشي غير قصص للضحك، بل دروس فالحياة، فالفهم، وفطريقة التعامل مع المواقف الصعيبة. فهاذ القصة غادي نتبعو خطوات جحا والزوجة النكادية، ونشوفو كيفاش الصبر والحيلة كيتغلبو على العناد وكثرة الشكاية، فحكاية عامرة بالعبر والمواقف الطريفة وبأسلوب بسيط قريب من القلب.

فواحد النهار، قرّر جحا يبدّل السكن ويشري دار جديدة فطرف القرية، وقال فراسو:
خاصني نعيش فمكان هاني، بعيد على الصداع والمشاكل.

ولكن القدر جرّاه لتجربة ما كانش فالحساب.

تزّوج جحا مرة ثانية بوحدة معروفة فالحومة بأنها نكادية، ديما كتشكي، ما كتلقى حتى حاجة عجباها، لا الطياب، لا الجو، لا الجيران، لا الحياة كاملة.

مع أول يوم فالعشرة، بدات كتقول: آ جحا، الدار صغيرة،  الناس عندهم دور كبار!، الماء بارد!، الطريق بعيدة!

وجحا ساكت، غير كيهز فراسو وكيقول: الصبر مفتاح الفرج، ولكن حتى الصبر عندو حدود.

كل صباح كتفيق قبل الشمس غير باش تبدا:
واش هذا نعيش معاه؟! جايبني لهاد الدار البعيدة؟! ما كاين لا راحة لا والو!

ونهار على نهار، وراس جحا عامر بالهمّ.
الجيران بداو يسمعو صوتها من بعيد، حتى ولّاو كيقولو: مسكين جحا، حتى هو ما سلمش!

وجات مرة قالتلو: بدّل الدار!

مرة قالت: بدّل الجيران!

مرة قالت: بدّل حياتك كاملة!

وجحا بقى صابر، كيخطّط فهدوء.

فواحد ليلة هادئة، جلس جحا بوحدو وبدى يفكّر: إيلا بقات هكا غادي نتقلق حتى أنا، خاصني طريقة نتعلّمها كيفاش توقف الشكاية.

نهار الموالي قال ليها بابتسامة: عندي حل يا لالة، غادي نزوّد حياتنا شوية حيوانات فالدار، باش تولي مزيانة بالعامر.

تفاجأت وقالت: زيد المشاكل؟!

جحا جاب معزة، ودجاجة، وحمار صغير ودخلهم للدار.

والله، ولات ما كتسمع غير: صوت الدجاج، رائحة الماعز، ونهيق الحمار نهار وليل!

مراتو بدات تصرّخ: آ جحا! واش بغيتني نحماق؟!

بعد ثلاثة أيام، المرة تغيّرات ملامحها، وما بقات قادرة حتى تجلس.

جات عندو وقالت: الله يرضي عليك خرج هاد الحيوانات، الدار ولاّت جحيم!

جحا جاوبها بهدوء: إيلا بغيتي الراحة لازم تحسي بها خرج الحيوانات واحد بواحد.

وفجأة، الدار ولاّت ساكتة، نقية، هانية.

مراتو تنفّست بعمق وقالت: سبحان الله الدار كانت نعمة وأنا ما حسّيتش بيها.

وهنا ابتسم جحا، وقال: اللي ما كيعرف قيمة النعمة غير التجربة كتفهمو.

من داك النهار، مراتو ولّات ديما تحمد الله، وتقول: الراحة ماشي فالمكان، الراحة فالقلب والعقل.

وتعلّمات درس كبير: النكد ما كيبدّل والو، بل كيزيد الهم

وجحا بقى يحكي القصة لكل اللي يسولو عليه: سعدو اللي عرف يعيش بنعمتو قبل ما تضيع منو.

وهكا، ولات القصة تُروى فالمجالس، كحكاية تربوية طريفة، تعلم الناس الصبر والرضا والحكمة فالحياة الزوجية.

خاتمة

قصة جحا والزوجة النكادية ماشي غير حكاية للضحك، بل رسالة عميقة: الإنسان إلى ما عرفش قيمة الراحة والنعم اللي بين يديه، غادي يبقى يشوف غير النقص. وأحيانًا، التجارب الصعيبة كتكون المفتاح باش نرجعو نحسو بالرضا والطمأنينة.

الرضا كنز واللسان اللي يشكر، يعيش مرتاح.