قصة جحا والدينار الضايع | حكاية شعبية مغربية مليئة بالحكمة والموعظة
فزمان قديم، فواحد المدينة صغيرة كانت كتعيش فيها الناس ببساطة وطيبة، كان معروف فيها واحد الراجل اسميتو جحا. رجل طيب، ذكي، ولكن في نفس الوقت كيعرف يواجه المواقف بالمزاح والحيلة، ودايمًا القصص ديالو كتكون فيها العبرة والضحكة.
هاد القصة اللي غادي نحكّيو اليوم بعنوان جحا والدينار الضايع، هي قصة شعبية مغربية كتبيّن لينا القيمة ديال الصبر، والأمانة، وكيفاش أن الطمع كيقدر يضيع الإنسان، بينما الذكاء والحكمة كيخلّيو الحق يرجع لصحابو.
كان يامكان فواحد النهار من أيام الله، كان جحا خارج يتمشى فالزنقة، وكيفكر كيفاش غادي يقضي الأغراض ديال الدار، حيث الظروف المادية ديالو كانت شوية صعيبة والرزق قليل. ومع ذلك، كان ديما كيضحك وكيقول: اللي يرضى بالقليل، عمرّو ما يحس بالقهر.
وبينما هو غارق فالتفكير، داز من جنب السوق الكبير، وهو يسمع صوت واحد الراجل كيغوت: واااااا الناس وااا عباد الله! اللي لقا دينار ضايع راه ديالي! ضاع ليا فالطريق!
شدّ جحا الفضول، وقرّب يشوف شنو واقع.
الراجل كان باين عليه القلق، ووجهُو حمر وكيطلب من الناس يعاونوه. كان كيقسم بالله وكيقول: هاد الدينار هو اللي باقي ليا من رزقي، إلا ضاع راه ما عندي ما ناكل!
بداو الناس كيتجمعو، شي وحدين تعاطفو معاه، وبزاف ديال الناس آخرين شكّو فيه، حيت يقدر يكون غير كايكدب باش يتعاطفو معاه الناس.
واحد من دوك الناس قال: علاش غير دينار واحد اللي ضاع ليك؟ علاش ماشي كثر؟
جاوبو الراجل بعصبية: حيت أنا فقير، ما عنديش من غير هاد الدينار
جحا بقا واقف من بعيد وكيشوف، ولكن فالداخل ديالو قال: القصة ماشي واضحة هادشي فيه الشك.
وفاش كان جحا راجع للدار، شاف شي حاجة صغيرة كتلمع حدا الحيط. هبط عندها بشوية، وهو يلقاها دينار ذهبي.
وقف شوية وبدا كايقول مع راسو: ياكما يكون هو نفس الدينار اللي كان كايهضر عليه داك الراجل؟
جحا فكر شوية وقال: غادي ندّيه ونشوف واش ديالو بصح ولا لا، خبا الدينار فجيبو ورجع للسوق.
رجع جحا عند الراجل وسوّلو: كيف داير الدينار اللي ضاعلك؟
جاوب الراجل بسرعة: دينار عادي بحال دنانير الناس كاملين!
ضحك جحا وقال: ولكن كاين دنانير كبار وكاين دنانير صغار، كاين لي قديم وموسخ وكاين لي جديد كتيلمع، عطيني التفاصيل ديال الدبنار ديالك!
الراجل بقا كايدخل ويخرج فالهضرة ديالو وبان عليه الشك.
واحد من الرجال الحاضرين قال: يمكن أصلاً ما ضاع ليه حتى شي دينار.
بان الطمع على وجهو، وبدأ يغوّت أكثر حتا تجمعو الناس بزاف.
هنا جحا تأكد أن الراجل كذب.
وبينما الناس دايرين حلقة، جات واحد المرأة كبيرة فالسن، بسيطة فلباسها، وعينيها فيها دموع.
قالت بهدوء: الله يجازيكم بخير راه حتى أنا ضاع ليا دينار كنت غاديا بيه عند مول الحبوب باش نشري ما ناكل.
سكتو الناس كاملين.
سولها جحا: كيفاش داير الدينار ديالك؟
جاوباتو: كان قديم شوية وعلامتو مجروحة من الطرف.
خرج جحا الدينار من جيبو، وكان بالضبط بنفس الوصف.
بداو الناس كيصفقو على جحا وكايقولو: الله يرحم ليك الوالدين يا جحا!
بان الخوف على الراجل الأول، وبدى كيرجع لور بشوية بشوية.
جحا قال بصوت عالي: اللي كيضيع شي حاجة خاصو يعرفها ماشي غير يدكدب على عباد الله باش يدي رزق الناس.
الناس كاملين تفاجؤو من الحكمة ديال جحا.
المرأة خذات الدينار وبكات من الفرحة وقالت: الله يجعل البركة فعمرك يا ولدي.
رد جحا بابتسامة: الخير كيدور واليوم دينار غدا رزق كبير من عند الله.
رجع الناس لأشغالهم، وبقات القصة كتروى فالمدينة.
شي واحد قال: جحا ماشي غير مضحك راه حكيم أكثر من بزاف ديال الناس.
العبرة كانت واضحة:
الطمع كيعمّي العين
الكذب نهايتو الفضيحة
والأمانة طريقها للخير
خاتمة
وهكذا كتسالي قصة جحا والدينار الضايع، قصة شعبية مغربية كتجمع بين الحكمة والابتسامة، وكتعلّمنا أن الخير ما كيضيعش، وأن اللي كيحاول ياكل رزق غيرو، دايمًا كيطيح فالفخّ ديال نفسو.
قصص جحا ماشي غير حكايات للتسلية، ولكن دروس حياتية كتربّي فينا قيم الصدق، الرضا، وحسن النية.
وخا الدنيا صعيبة، اللي كيعتمد على ربي ونيتو صافية، عمرّو ما يضيع.
