قصة جحا والحمّال الكذاب | حكاية شعبية مغربية مليئة بالحكمة والموعظة
فالحكايات الشعبية ديال جحا، دايمًا كنلقاو الضحك ممزوج بالحكمة، والمواقف الطريفة فيها دروس كبيرة للحياة. هاد القصة اللي بين يديك هي قصة جحا والحمّال الكذاب، حكاية كتورّي لينا كيفاش أن الكذب كيدمّر الثقة، وكيفاش كيوقع اللي كيستسهل الخداع فالفخ ديال نفسو. بلا مانطوّلو، خلّيك تعيش تفاصيل القصة.
مقدمة القصة
فواحد النهار فمدينة قديمة عامرة بالأسواق والناس والتجّار، كان جحا كيتجول فالسوق كالعادة، مرة كيشري ومرة كيتفرج، كيف كانقولو لي ماشرا يتنزه، وعينيه كيراقبو الناس والأحداث اللي كتوقع قدّامو. السوق كان عامر بالحركة: أصوات البياعين، الريحة ديال التوابل، وصوت الناس كيمشيو فالسوق، ولغوات ديال الحمّالة اللي كيشدو السلعة على كتافهم مقابل دريهمات.
وسط هاد الحركة، شد انتباه جحا واحد الحمّال معروف فكُل الأزقة ولكن ماشي بالشطارة ديالو، بل بالكذب والنصب. كان مشهور بأنه كيخدع الناس وكيزوّق الكلام باش ياخد فلوس أكثر بلا حق. ومن هنا بدات الحكاية.
هاد الحمّال كان كيدّعي دايمًا بأنه أقوى واحد فالسوق، وكيقول للناس: خلّي عليّ السلعة، أنا كنوصّلها حتى لدارك بلا تعب وبلا ضياع!
ولكن فالحقيقة، كان كيشد السلع وكيغيّب شوية، ويرجع بنصها، وكيقول لمولاها:
طاحت فالطريق، ولا جا شي واحد شدّها مني، ولا السلعة تزلقات فالوادي، والناس، خوفًا من المشاكل، كيسكتو. حتى ولا معروف بلقب الحمّال الكذاب.
فواحد النهار، قرّر جحا يشري شوية ديال حوايج من السوق: دقيق، تمر، شوية الزيت، وشي سلع ثقيلة.
شاف الحمّال واقف وكيصيح: حمّال موجود! حمّال أمين!
ضحك جحا فسرّو وقال: اليوم نشوف واش هاد الأمان غير فالهضرة ولا فالعمل.
قال ليه جحا: عافاك تشد هاد السلع وتوصّلها لدار جحا فالحي القديم.
رد الحمّال وهو نافخ صدره: ساهلة غير زيدني فالأجر شوية، وخليها على الله وعليا.
وافق جحا ولكن كان فخاطرو واحد الخطة!
جحا قبل ما يسلّم ليه السلع، حط فوقها كيس صغير، وقال ليه: راني زدت هاد الكيس، فيه شي حاجة غالية بزاف، راه أمانة كبيرة.
شد الحمّال السلعة، وبقى غير كيهدر فراسو:
أمانة؟ حاجة غالية؟ هنا الفرصة!
وفي الطريق بدات وساوسو تخدم.
بعد ما مشى شوية بعيد على السوق، وقف فزاوية، حل شوية من الأكياس يشوف شنو كاين.
لقى التمر والزيت والدقيق، وحتى الكيس الصغير اللي قال عليه جحا بأنه غالي.
قربو لأذنو وقال: يمكن فيه ذهب يمكن فيه جواهر اليوم غادي نربح ربح كبير!
وهاد اللحظة قرّر يهز الكيس ويهرب.
ولكن المفاجأة كانت كتسنّاه!
رجع الحمّال للدار ديال جحا، ولكن من دون الكيس.
قال ليه بثقة كاذبة: يا جحا، السلعة وصلات بخير، غير ذاك الكيس الصغير طاح مني فالطريق.
ضحك جحا بصوت عالي وقال: طاح؟ ولا انت اللي طحت فالفخ؟
تحمّر وجه الحمّال وقال مستغرب: شنو كتقصد؟
جاوبو جحا: داك الكيس ما فيه لا ذهب لا فضة فيه حجر صغير باش نختبر صدقك، والآن تأكدت بأنك كذاب.
سكت الحمّال وانخفض راسو.
بان عليه الندم، وحسّ بالفضيحة وسط السوق، خصوصًا بعدما الناس بداو يتجمعو.
قال بصوت مهزوز: اعترف أنا غلطت والكذب جرّ عليا العار.
جاوبو جحا بكل حكمة: اللي كيكذب مرّة، كيتعوّد عليها، حتى كتولي طبيعة فيه ولكن إلا بغيتي تصحّح طريقك، خاصك تبدا بالصدق.
من داك النهار، تبدلات حياة الحمّال.
ولا كيخدم بصدق، وما بقاش كيخدع الناس.
ورجعات ليه الثقة، وبداو الناس يعطيوه العمل عن طيب خاطر.
وجحا قال واحد الجملة بقات محفوظة فالسوق: الكذب طريق قصيرة، ولكنها غارقة فالهلاك.
خاتمة القصة
قصة جحا والحمّال الكذاب ماشي غير حكاية طريفة، بل رسالة واضحة:الصدق مفتاح الخير، والكذب مهما بان طريق ساهلة، نهايته مذلة وخسارة.
الحياة كتربي اللي كيغلط، ولكن الذكي هو اللي يتعلم قبل ما يطيح فالفخ.
