📁 جديد القصص

قصة المزلوط لي ولّى غني: السر لي قلب حياتو فليلة وحدة | قصة بالدارجة

المزلوط لي ولّى غني: السر لي قلب حياتو فليلة وحدة

قصة شعبية مغربية بالدارجة تحكي رحلة حمّو المزلوط الذي تحول من الفقر إلى الثراء بذكاء وصبر، قصة ممتعة ومليئة بالعبر.

حكاية من زمن الجدود

فـ واحد القرية صغيورة، بين الجبال والويدان، كانو الناس كيعرفو بعضياتهم غير من الصوت والخطوة. وكانت الحياة بسيطة، ما فيها لا تكرفيص التكنولوجيات ولا صداع المدينة. وسط هاد القرية، كان كاين واحد الراجل معروف بين الناس باسم "المزلوط حمّو".
حمّو كان معروف بالنية والطيبة، ولكن كان دايماً كايشكي من قلّة الرزق. الخدمة قليلة، والنهار ما كافيهش، واللي يديه بيده يديه يخليه. ولكن، فليلة وحدة غادي يتبدل كلشي!


سر النجاح لي ما كيعرفو غير لي صبّر

هاد القصة الشعبية كتعاود حكاية راجل عاش الفقر بأقسى صوره، ولكن بإصرارو، وبذكاء بسيط جا من القلب، وبشوية ديال الحظ لي عطاه الله تحوّل من "مزلوط" لواحد من أغنى رجال القرية.
هاد القصة معمّرة بالدروس والعبر.

حمّو المزلوط – بداية الحكاية

كان حمّو ساكن فبيت طيني قديم، السقف ديالو كايقطر كلما شتا طاحت.
ما كانش عندو لا أرض يفلحها، لا تجارة، لا خدمة مستقرة.
كل نهار كايخرج للغابة، يجمع الحطب ويبيعو فالسوق باش يشري خبزة نهارو.

ومع ذلك، كان مشهور بين الناس بأنه ما كيعرفش يشكي.
كايضحك، كايعاود نكت، وكايقول ديما: اللي عطا الله مرحبا بيه!

هاد الكلمة كانت كاتعجب الناس، ولكن فالحقيقة كان قلبو عامر بالحسرة.

الليلة الغامضة – اللقاء اللي قلب حياتو

نهار خميس، والبرد قارس، خرج حمّو بكري باش يجمع شوية الحطب.
وهو غادي وسط الغابة، سمع صوت شي حد كايبكي.

قرب بشوية، لقا واحد العجوزة لابسة بياض، جالسة تحت شجرة كبيرة.

سولها: مالك لالة؟ علاش كاتبكي فوسط هاد البرد؟

جاوباتو بصوت مبحوح: ولدي، ضاعت مني الصرة ديال الفضة وما عندي حد يساعدني نلقاها.

حمّو، بنية خالصة، شد يشعل الشعلة ديالو وبدأ يقلب معاها.
بقوا ساعة ساعتين حتى لقا واحد الصرة مدفونة تحت الوراق.

فرحات العجوزة وقالت ليه: الله يعمرها دار. طلب شي حاجة فخاطرك، غادي نعطيها ليك.

ضحك حمّو وقال: لالة، غير دعي معايا الله يوسّع الرزق وصافي.

بقات كتشوف فيه وسكتات، ومن بعد قالت جملة غريبة: الليلة، ملي تدخل لدارك ما تعطي ظهركش للباب حتى يفوت الفجر. وغادي تشوف الخير بعينيك.

واختفات!

حمّو بقى كايتسائل واش هاد الشي حلم ولا حقيقة ولكن دار بنصيحتها.

السر اللي دخل من الباب

رجع للدار، سدّ الباب، وجلس حدّو.
الليل بارد والظلام كايغطي الدوار كامل.

وفجأة بحال اللي شي حد كايدق الأرض من تحت.
الأرض تحركات وخرج من وسط التراب صندوق خشبي صغير.

حمّو تخلع! ولكن افتح الصندوق بشوية.

ولقا فيه: كيس كبير ديال الدراهِم، سلسلة ذهب، ورقة مكتوب فيها: هذا رزقك ولكن ما توسعش على الناس بزاف. خلي رزقك بينك وبين الله.

حمّو ماتايصدقش!
بقى كايعاود يشوف للصندوق مرة ومرات.

ولكن داز عليه الليل كامل هو حاضي الباب كيفما قالت العجوزة.

بداية الغنى – ولكن العقل مطلوب

من الغد، خرج للدوار واشترى: حمار جديد

معدات للغابة، وفرش الدار ديالو بشي حاجة محترمة.

ولكن، كان عاقل، ما خلا حتى حد يشك واش منين جاتو الفلوس.
قال للناس: خدمت شوية فالسوق الكبير وربّاح الله.

وماشي بزاف بانت التغيير.

ومع الوقت بدا كايستثمر شوية بشوية: شرا غنميات، زاد عليهم، بدا كايبيع ويشري حتى ولا معروف فالسوق كرجل ثقة.

الحسد كيجي مع النعمة

الناس كيبغيو يشوفو النجاح ولكن كيبغيو يعرفو السر أكثر.
بدات الأسئلة كاتزيد: منين ليك هاد الخير كامل؟
شكون خلاّك تربّح هاد الشي فهاد الوقت القصير؟

حمّو واقف على كلامو: الرزق من عند الله. وخدمت، وصبرت، وربحني الله.

ولكن واحد الجار، معروف بالغيرة والحسد، بغا يعرف السر بأي طريقة.
بدا كايترصّد حمّو. كايتبعو للغابة، كايسول الناس عليه

حتى نهار من النهارات شدّو وقال ليه: إلا ما قلتليش السر غادي نفضحك فالدوار كامل!

حمّو تصدم ولكن بقى ساكت.

الامتحان الحقيقي

فليلة مظلمة، خرج حمّو للغابة يفكر، شاف الظلام، وتفكر العجوزة لي شافها أول مرة.
وقال: يمكن لي ما بغاتش السر يتفضح. ربما هاد رزق ماشي غير صدفة.

فسول راسو: واش يقول السر ولا يخليه سر بينو وبين الله؟

رجع للدار، ولقى نفس العجوزة واقفة قدام الباب!

قالت ليه: حمّو الناس ما خاصهمش يعرفو كلشي. اللي كيحسد، كيحرق رزقو قبل رزق الناس. انت خليك ساكت، والله غادي يحميك.

وعطات ليه كلام آخر: اللي يعطيه الله ما يقدر حتى واحد يمنعو.

واختفات للمرة الثانية.

النهاية اللي تعلم منها الدوار كامل

مع الوقت، والناس ولات كاتشوف حمّو بعيون جديدة.
ما عمرو تكبر، ما دارش دار كبيرة، ما فرّقش رزقو فالهوى.
خدم، وربّى، وتصدق فالسّر، وعاون المحتاجين بلا ما يتفاخر.

وبقى دايماً يقول للشباب: الرزق ماشي غير فلوس الرزق عقل وصبر ورضا.

حتى ولا حمّو نموذج ديال النجاح الحقيقي.
وبالصح المزلوط ولى غني.
ولكن الغنى الحقيقي كان هو الاحترام اللي ربحه.

عبرة الزمان

هاد القصة كتعلّمنا:

  • أن الخير كايجي غير للّي قلبو نقي.
  • وأن الرزق ماشي ديما خدمة شاقة مرات كيكون حكمة وصبر.
  • وأن السر ماشي ديما خاصو يتقال.
  • وأن الغنى الحقيقي هو العقل قبل المال.

قصة "المزلوط لي ولّى غني" بقات كتعاودها الجدّات، لأنها قصة ديال الأمل، الطموح، والصبر، ومكتوبة باش تلهم كل واحد ما ييأسش.