قصة الفأر والمصيدة في حياة
المزارع الهادئة، تسير الأمور بانسجام بين البشر والحيوانات، حيث لكل مخلوق دوره
في هذا التوازن الدقيق. لكن أحيانًا، قد يتغير هذا التوازن بفعل حدث صغير يبدو غير
ذي أهمية في البداية، لكنه سرعان ما يتحول إلى نقطة تحول كبيرة. هذه قصة عن الفأر
الصغير الذي اكتشف أن الخطر الذي يهدده قد يكون بداية لسلسلة من الأحداث التي لم
يتوقعها أحد.
قصة الفأر والمصيدة
في إحدى المزارع البعيدة، حيث كانت الحقول
الخضراء تمتد بلا نهاية، عاش فأر صغير في جحره القريب من منزل المزارع. كان هذا
الفأر سعيدًا بحياته، يتسلل ليلاً ليحصل على الطعام من المطبخ، ويعود أدراجه قبل
أن يلاحظه أحد.
ذات يوم، وبينما كان يتجول في أنحاء المزرعة،
سمع المزارع وزوجته يتحدثان داخل المنزل، اقترب الفأر بهدوء من النافذة ليسترق
السمع، وعلم أن المزارع قد اشترى مصيدة للفئران ووضعها في المطبخ. ارتعد الفأر
خوفًا وعاد مسرعًا إلى جحره، يفكر في طريقة للهروب من هذا التهديد.
ذهب الفأر إلى حظيرة الدجاج، حيث كانت الدجاجات
تستريح في أقفاصها، وقال بصوت قلق: لقد أحضر المزارع مصيدة، وقد تكون خطرًا علينا
جميعًا.
لكن الدجاجة نظرت إليه بازدراء وقالت: هذه
مشكلتك وحدك، نحن لا نعيش في المطبخ ولا نخشى المصيدة.
شعر الفأر بالإحباط، لكنه لم يستسلم، فذهب إلى
الخروف في الزريبة وأخبره بالأمر. استمع الخروف إلى الفأر بهدوء ثم قال: أنا آسف
لسماع ذلك، ولكن لا علاقة لي بالمصيدة، فهي لا تشكل خطرًا علي. زاد قلق الفأر،
لكنه قرر محاولة أخرى.
أسرع إلى البقرة في الحظيرة وأخبرها عن
المصيدة، لعلها تساعده. ضحكت البقرة وقالت: أنا كبيرة جدًا، ولا يمكن لمصيدة صغيرة
أن تؤذيني. لا داعي للقلق.
خرج الفأر من الحظيرة حزينًا ومحبَطًا، فقد
تجاهله الجميع ولم يبالوا بالخطر الذي شعر به. في تلك الليلة، وبينما كان المنزل
غارقًا في السكون، سُمع صوت المصيدة تنغلق بقوة! هرعت زوجة المزارع لترى ما الذي
علق فيها، لكنها تفاجأت عندما وجدت أنها لم تمسك فأرًا، بل كانت قد أمسكت بذيل
أفعى سامة دخلت المنزل بحثًا عن الطعام.
في الظلام، لم تنتبه الزوجة إلى الأفعى، التي
سرعان ما لدغتها، صرخت الزوجة بألم، واستيقظ المزارع على الفور وحملها إلى الطبيب.
لكن الطبيب أخبره بأن اللدغة خطيرة، ولا بد من العناية بها جيدًا.
عادت الزوجة إلى المنزل وهي متعبة جدًا، وأراد
المزارع أن يعتني بها، فذبح الدجاجة ليُعد لها حساءً ساخنًا يساعدها على الشفاء.
ومع ذلك، لم تتحسن حالتها، وبدأت الأخبار تنتشر بين الجيران عن مرضها، فجاءوا
لزيارتها. وبما أن عدد الزوار كان كبيرًا، اضطر المزارع إلى ذبح الخروف ليطعمهم.
وبعد أيام، ساءت حالة الزوجة أكثر، ولم يمضِ
وقت طويل حتى توفيت. حزن المزارع كثيرًا، لكنه كان بحاجة إلى تنظيم جنازة مناسبة،
فذبح البقرة ليطعم المعزين الذين جاءوا من كل مكان.
راقب الفأر كل هذه الأحداث من جحره بحزن شديد،
وأدرك متأخرًا أن المصيدة لم تكن تهديدًا له وحده، بل كانت بداية لسلسلة من
الأحداث التي أثرت على الجميع.
العبرة من القصة: عندما يظهر خطر ما في المجتمع،
قد يبدو في البداية أنه لا يمسُّ الجميع، لكن تجاهله قد يؤدي إلى عواقب وخيمة تؤثر
على الجميع في النهاية. لذلك، علينا جميعًا أن نهتم بمشاكل الآخرين ونعمل معًا
لمواجهتها قبل أن تتفاقم.
إقرأ أيضا: