نقدم لكم قصة قصيرة عن الحكمة وخطورة الخوف ، لتستمتعوا بها على موقعكم المفضل، وهي من قصص الحيوانات الممتعة للأطفال.
من خلال موقعنا تجدون أجمل قصص الأطفال الصغار والكبار،قصص تعليمية للأطفال وقصص واقعية، قصص مضحكة، وقصص دينية، وقصص الأنبياء، وقصص الصحابة، نقدمها لكم بشكل يومي متجدد عبر قسم : قصص الأطفال ، ونتمنى أن تنال إعجابكم ، قصة اليوم هي عن ضرورة استعمال الحكمة وتجنب الخوف الكثير من أجل الوصول إلى النجاة.
قصة الطائر الأزرق قصيرة تعليمية للأطفال من قصص الحيوانات.
كانت هناك مجموعة من الطيور المهاجرة، تهاجر من مكان لآخر تبحث عن البيئة الدافئة التي تستوطن فيها أثناء فصل الشتاء.
بينما كانت مجموعة الطيور تحلق في السماء، ضل أحد الطيور الطريق أثناء سفره مع عائلته، فشعر الطائر الأزرق الصغير بالحزن والتعب، وعندما جاء الليل بعد قضاء الكثير من الوقت في البحث عنهم دون فائدة، لجأ إلى كهف صغير وجده في سفح الجبل، وبداخل هذا الكهف لم يكن هناك سوى عدد قليل من الأغصان الجافة والأوراق التي ألقتها الرياح .
وعلى الرغم من أنه لم يقلق بشأن إطعام نفسه، حيث أنه كان دائما ذكي جدا ويعتمد على نفسه في إيجاد طعامه ، ولكنه شعر بحزن عميق خاصةً عندما تذكر مقولة والديه : “لا تبتعد عنا عندما نهاجر ” ، فقد كان والداه يكرران ذلك دائمًا له ، لكنه كان متحمسًا جدًا حول الأشياء الصغيرة التي كان سيكتشفها خلال رحلاتهم . وظن أنه سيكون هكذا متفتح الذهن ، يفكر في كل العجائب التي سيراها في رحلته ، ويرفرف بجناحيه على كل كنز جديد ، في حين يستمر الآخرون في الرحلة ولا يلاحظ أحد غيابه . ففي ذلك اليوم وبينما كان يطير رأى وميضًا من الضوء ، وهو انعكاس يخرج من الأشجار ، ودون أن يدرك ذلك انقض منخفضًا واقترب لرؤية ما هو مصدر الضوء الجميل ، فاكتشف بحيرة هائلة من المياه البلورية ، وتركه هذا المشهد متفاجئ تمامًا .
فقد كان يرى نفسه في انعكاس الماء ، وأخذ يصيح أوه كم هذا رائع! فهو لم يرَ شيئًا كهذا أبدًا ، خاصةً عندما بدأت الشمس تطلق أشعتها على الماء ، وأصبحت هذه الانعكاسات الذهبية الرائعة تشكل مشهدًا مذهلًا ، فأخذ يلعب ويحلّق فوق الماء ويستخدم المياه الهادئة كمرآة ، ومر الوقت دون أن يدرك ذلك ، وعندما ارتفع إلى لأعلى كي يدعو عائلته ويخبرهم بما وجده ، لم يجد رد على دعوته .
فقد كان والداه وإخوانه وإخوته قد استمروا في الرحلة ، ولم يتمكنوا من سماعه وفجأة شعر الطائر الصغير بخوف هائل ، واختفى كل ذلك الجمال من أمام عينيه ، وكان بإمكانه فقط سماع أصوات غريبة زادت من خوفه وشعوره بعدم الارتياح ، وترددت صرخات الطيور الغريبة حول الغابة ، وتحول كل شيء بدا جميلاً حتى الآن إلى شيء قاتم وشبحي .
انتاب الطائر الأزرق الصغير الخوف من أن يُترك وحده في الغابة ، فطار بين الأشجار بحثًا عن عائلته ، لكن الليل هبط سريعًا وكان لا يزال بمفرده ، وبعدها سعى الطائر إلى مكان للمأوى خلال الليل ، ومع الأوراق الصغيرة التي وجدها في الكهف بنى الطائر عشًا صغيرًا ولكن بسبب الأوراق الجافة جدًا ، لم يحصل سوى على القليل من الدفء في تلك الليلة .
وفي اليوم التالي عندما استيقظ لم يتذكر أنه قد ضاع ، ولكن بعد وقت قصير من الاستيقاظ ، كل شيء تبادر إلى ذهنه ثانيةً وبدأ في القلق وأخذ يقول : “يا إلهي! ماذا سأفعل هنا وحدي ؟ أين عائلتي ؟ وسرعان ما اكتشف أنه أضاعهم ، وقد كان والداه يكرران له دائمًا في حال ضياعه يوما ما ، أن ما ينبغي عليه فعله هو عدم الذهاب بعيدًا عن المكان الأخير الذي كانا فيه معًا .
ففكر في وضع نفسه في مكان مرتفع بما فيه الكفاية حتى يتمكنون من رؤيته عندما يعودون ، وقرر أنه لا ينبغي أبدًا أن يسمح للخوف بمنعه من رؤية الواقع ، وأخذ يقول لنفسه : لقد أخبرني والداي بما سأفعله إذا ضللت الطريق ، لذلك ليس لدي ما أخاف منه ، ستبحث عائلتي عني الآن وسرعان ما سنكون معًا ، ثم ترك كهفه الصغير وشكره لأنه أعطاه مأوى في تلك الليلة .
ومرة أخرى كان كل شيء جميلاً بالخارج ، وكان لديه ثقة في أنه سيجد عائلته من جديد ، وستجعله يطير بسعادة في مكان غير معروف بالنسبة له ، وبعد فترة طويلة وجد البحيرة الجميلة مرة أخرى ، وهناك وجد أطول شجرة فاستقر عليها ثم بدأ في الطنين ، والتحق بالتدريج بالطيور الصغيرة التي كانت تعيش هناك .
وأخبرهم أنه قد ضاع فقررت الطيور أن تغني بصوتٍ عالٍ جدًا حتى يتمكن أي شخص يمر من سماعها ، وسرعان ما أمكن سماع أغنيتهم من بعيد جدًا ، مما ساعد عائلته على العثور عليه بسرعة ، وبعد ذلك اليوم أصبح الطائر الأزرق الصغير أكثر حكمة ، فقد عرف الآن أنه يجب أن يدع عائلته تعرف دائمًا متى سيطير منهم خلال رحلاتهم.
كما علم أنه خلال حياته سيلتقي بأشخاص آخرين يقدمون له المساعدة . والأهم من ذلك كله أنه تعلم أنه عندما يصبح الخوف أقوى منه ، فإن أجمل الأشياء يمكن أن تظهر على أنها أكثرها رعبًا ، وكي ينجو وينجح في حياته عليه أن يفكر بحكمة ويترك الخوف جانبًا .